مساكن «عزيز عزت» بإمبابة تغرق فى المجارى.. والأهالى: «متحاصرين بثعابين وعقارب وناموس»
مياه المجارى تغرق شوارع منطقة عزيز عزت بإمبابة
فى الجهة المقابلة لنفق إمبابة وعلى بعد خطوات من دخول أرض «عزيز عزت» يزداد ضجيج العمال والمشرفين وعربات الإصلاحات، بدءاً من بلوك سكنى رقم 21، فى رابع أيام العمل على إنقاذ بدرومات 10 بلوكات بالمنطقة غارقة فى مياه الصرف الصحى، وذلك بحضور محمد نور، رئيس حى شمال القاهرة، ولجان من هيئة نظافة الجيزة.
تقف زكية حمدى، 11 سنة، بجسد هزيل على بعد خطوات من عربة الشفط تراقب العمل فى البدروم المجاور لمنزلها، حيث تبعث إليها بدرومات المنطقة الغارقة بمياه المجارى والقمامة هجوماً من الناموس طوال اليوم: «الناموس بيقرصنا طول اليوم والقرصة بتورم وبتعمل حبوب حمرا». تُعد تلك أزمة كل بيوت المنطقة التى تحرمهم النوم، وتتابع «زكية»: «مش بنعرف ننام بالليل من الناموس وباتغطى بالبطانية عشان مايدخليش، وبنقعد نرش عشان يمشى بس مابيعملش حاجة».
يؤكد كلامها محمد القرموطى، أحد سكان المنطقة، بقوله: «أنا ساكن مع مراتى فى شقة أوضة وصالة، وأمى وإخواتى فى نفس العمارة، بقالنا 7 سنين فى الوضع ده، الناس طلعت من البدرومات ونقلوا فى بلوكات لكن ماحدش قفل البدرومات وبقت تربى ناموس، غلبنا نهرب منه، وأكتر من طفل جاله فيروس فى الدم بسببه».
وبحكم نشأته فى المنطقة يرى «القرموطى» سبب الأزمة فى البلاعات: «هى سبب كل المشاكل، بقالها 30 سنة وخلاص مابقتش نافعة ومش بتصرّف الميه بتاعت المنطقة، بقالها 5 سنين، فكل ده بيروح على البدرومات».
وتشكو دنيا عبدالعزيز، وهى تتابع الإصلاحات ببدروم مسكنها، الذى كانت تسكنه مع أسرتها قبل نقلهم: «ابنى جسمه اتهرى من الناموس ولما باوديه الحضانة بيخافوا منه ليكون مُعدى ويضر زمايله، ويا ريت على الناموس بس، ده إحنا عملنا أكتر من شكوى فى الحى إننا بنلاقى حشرات وتعابين داخلة وخارجة من الشقق».
تشير «دنيا» إلى البدروم، حيث تتراكم أكوام القمامة تاركة مساحة ضئيلة ينفذ منها ضوء النهار ليكشف عن ارتفاع المياه بالداخل، ثم تعود لتروى: «إحنا كنا ساكنين هنا قبل ما ولاد الحلال يلموا لنا فلوس عشان ننقل فى البلوكات، العيشة تحت صعبة والمية كانت بتطلع لنا ع السرير ومش بنعرف ننضف، أمى إيديها مرضت من كتر المسح فى مية المجارى واضطرينا نقطعها».
«النظافة والحى ونائب البرلمان» يتابعون الإصلاحات.. و«القرموطى»: «الأطفال جالهم فيروس فى الدم بسبب الناموس والحشرات».. و«دنيا»: «بعتنا شكاوى ينجدونا من الزواحف»
يجمع أهالى الحى أيضاً على أن البدرومات أصبحت ملجأ مناسباً لبيع وتجارة المواد المخدرة، ما يشكل بيئة غير آمنة على السكان. ويقف جودة محمود، وهو عامل نظافة نزل فى قلب المجارى بملابس رمادية ولا يلبس ما يحمى يديه، أمام خرطوم الشفط وهو يسحب المياه من داخل البدروم للخارج، ويحكى تجربته بلكنة صعيدية: «أول يوم نضفنا البدروم شفت تعبان وعقرب، وزبالة بالكوم، وارتفاع الميه تحت بيوصل متر ونص». ويصف خالد أشرف، موظف بهيئة نظافة الجيزة، منظر العامل «جودة» بقوله: «مش شغلته يدخل فى المجارى، ده نضافة بس، ومقاولين الأفراد هما اللى بيجيبوا العمال دول والمفروض يوفروا لهم وسائل حماية مش الهيئة».
ويصف محسن محمد، مقاول صحى، الوضع وهو يشير إلى ماسورة تسرب المياه: «السباكة كانت بايظة خالص، وده بيأثر على العمارة وأساساتها، دلوقتى بنرفع كفاءة المبانى وبنعمل غرف صرف فرعية جديدة عشان تصب على العمومى، وبنستبدل المواسير الزهر بمواسير بلاستيك»، ويكمل: «معايا 12 عامل فى أول بلوك 36 شقة بنشتغل فى كل واحدة لوحدها، وخلصنا أول بلوك فى 4 أيام، وطول مانا ماشى الناس بتشدنى عايزانا نشتغل فى بلوكاتهم».
وقال أشرف عبدالغفار، أحد سكان المنطقة: «أنا ماسك خدمات المنطقة ولما اشتكينا جالنا طارق سعيد حسنين، عضو مجلس الشعب عن إمبابة، ورئيس الحى، محمد نور، بقاله معانا 8 أيام»، وعن تجربته فى متابعة العمل فى البدرومات يقول: «نزلنا البدروم لقينا ميه بزبالة بارتفاع 2 متر ونص، وطول التعبان 2 متر، بقينا ننزل العامل باستخدام سلبة وبنطلعه بنفس الطريقة، وبقالنا 10 أيام هنا مش بنروح»، ويتابع: «بعد أعمال الشفط وتوسيع المداخل بينزل العمال تحت بيشتغلوا بجواريف عشان يشيلوا الزبالة، وفيه منهم ناس اتعورت وراحوا المستشفى».
وعن إسهامات الدولة لحل المشكلة يقول: «بيجيلنا عربيات شفط من شركة مياه الجيزة، ومن حى شمال القاهرة، وهيئة النظافة والتجميل، ومن المحافظة أكتر من 20 عربية شفط وزبالة وعربية مقاولين وبرج كهرباء فى المنطقة من بلوك 21 لبلوك 30 ودول ساكنهم نحو 360 أسرة، ومستنيين اللجنة الهندسية، واحتمال 80% أن البلوكات تتشال».