مؤلف سلسلة "أنت البطل" لـ"الوطن": "صلاح" أبدى ملاحظة واحدة على القصة
قصة "أنت البطل"
"أنت البطل"، حملة جديدة لمكافحة انتشار المخدرات بين الأطفال أطلقها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، تفاعل معها أكثر من 60 مليون شخص على وسائل التواصل الاجتماعي، وزادت نسبة الاتصال على الخط الساخن "16023" لعلاج الإدمان بمقدار 400%، ووافق محمد صلاح نجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي على تقديمه كبطل لسلسلة مغامرات "أنت البطل".
وقال الدكتور محمد فتحي، مؤلف سلسلة المغامرات، إن سلسلة "انت البطل" نتاج فكرة من صندوق مكافحة الإدمان لتقديم عمل للأطفال يقدم توعية بشكل جذاب ومشوق وغير مباشر، وكان محمود صالح مسئول المكتب الفني للصندوق صاحب هذه الفكرة وجمع لها بعض المتخصصين في مجال الكتابة للأطفال من أجل عقد جلسات عصف ذهني لما يمكن أن يقدم في هذا الصدد، وبالفعل اتفقنا على خطوط عريضة وكانت فكرتي الاستفادة من وجود الأيقونة محمد صلاح الذي يحبه أطفالنا لتقديم عمل يقبلون عليه، وقد لاقت الفكرة استحسانا من الجميع وبدأت في الكتابة.
وأضاف لـ"الوطن": "بعد الكتابة كان لابد من اختبار القصة على الأطفال من جمهورها المستهدف، فنحن لا نكتب لأنفسنا، وهنا استعنا بهيثم عبد ربه صاحب مبادرة عربة الحواديت الذي عقد عدة ورش حكي للقصة لأطفال من مختلف الفئات في عدد من المحافظات وكانت سعادتي كبيرة باستحسانهم للقصة وتفاعلهم معها وبعد هذه المرحلة قرر الصندوق المضي قدما في انتاج العمل".وأشار إلى أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان تولى التواصل بشكل مباشر مع محمد صلاح الذي قرأ القصة جيدا ولاقت إعجابه، ولم يقدم سوى ملحوظة واحدة، قد نكشف عنها فيما بعد، لكنها تبرز أخلاقه وسلوكه الاحترافي.
وقال: "كان الحافز الأكبر لصلاح أن قصة تأتي ضمن حملة انت أقوى من المخدرات التي قادها العام الماضي وحققت نجاحا مذهلا وساعدت على إقبال كثير من المدمنين والمتعاطين على العلاج، أضف إلى ذلك أن القصة ستوزع مجانا على الأطفال في المدارس الموجودة في الأماكن ذات النسبة العالية للمدمنين والمتعاطين وفق دراسات قام بها الصندوق".
وأكد "فتحي" أن الحملة لن تقتصر على قصة محمد صلاح المطبوعة فقط، فقد شهدت جلسة العصف الذهني التي نظمها الصندوق اقتراحات متميزة لتقديم حملة توعية ضد الإدمان للأطفال وحضرتها د. نهى عباس رئيس تحرير مجلة نور التي تعد إحدى أهم مجلات الأطفال في مصر وأبدت استعدادها للتعاون الكامل في مجالات الأنيميشن، ومسلسلات الكارتون، بل وعرضت نشر القصة مسلسلة على صفحات نور والاستفادة من الرسامين المصريين المتميزين في تقديم عمل بمواصفات عالمية تقنع طفل جيل الآيباد، كما تم طرح فكرة تحويل العمل إلى مسلسل أنيميشن جاري التحضير له، إضافة إلى قصص أطفال مختلفة يشترك في كتابتها العديد من كتاب الأطفال في مصر وتقدمها إذاعيا المذيعة المتميزة ياسمين نور الدين.
وقال: "سجلنا بعض القصص بالفعل ولاقت استحسان الأطفال وجاري تسجيل المزيد من القصص تمهيدا لعرضها إذاعيا وإتاحتها مجانا على الانترنتوقال إن فكرة القصة تقوم على إشراك الطفل في التفاعل والإيجابية واتخاذ القرار، عمر بطل القصة يحلم بسيلفي مع صلاح ويراسله، ويحكي له عن صديقه المدمن، ويطلب مساعدته في إطار مغامرة، هنا لابد من الإشارة إلى أن المغامرة هي ما يحفظ الأدب من الانقراض كما علمني د. أحمد خالد توفيق، وبالتالي فإشراك الطفل في مغامرة أفضل من وعظه، ابني يتعلم من التجربة وليس من النصيحة، هكذا يجب أن نفكر وتكون مهمتنا الحفاظ عليه في هذه التجربة، من هنا جاءت فكرة القصة".
وعن حلمه الخاص، قال "فتحي": " أحلم ببطل مصري للأطفال، بطل بصفات مصرية بعيدا عن السوبر هيرو أو البطل الخارق، فالطفل المصري يحتاج لهذا البطل في زمن يفتقد فيه إلى القدوة، ويتم تدريس قصص ركيكة له تكرس عقدته مع التاريخ بدلا من أن تحببه في بلده، كما أن أطفال مصر يستحقون أن تكون لديهم قناة خاصة بهم، قناة مصرية أصيلة، والدولة إذا إرادت استثمارا حقيقيا في المستقبل يجب أن تبدأ من هذا الملف الذي أعتبره قضية أمن قومي، فطفل اليوم إما أن يبني أو يصبح إرهابيا، فنحن من نقرر له ذلك بما نتيحه له من منتجات في هذا المجال.
وأضاف أن مصر لديها عدد كبير من الرسامين الموهوبين القادرين على إبهارك لاسيما في مجال رسوم الأطفال والقصص المصورة، من بينهم رسام القصة خالد عبد العزيز، الذي تولى رسم العديد من الأعمال والإشراف الفني لكثير من المجلات العربية، بل إن له تجربة رائعة في رسم الكتب الدراسية.
وأكد أن الهدف هو تقديم حملة متكاملة للطفل المصري بشكل حضاري يحترم عقله وبيئته وموروثه الثقافي، وفي نفس الوقت يواكب التطور الذي نحياه ولا تستبعد وجود أبلكيشن على الموبايلات لهذا المشروع جاري دراسة تقديمه بصورة احترافية تليق به وبالصندوق، وقد تم الاتفاق على أن يكون ذلك بالمجان للطفل المصري الذي تريد الدولة مخاطبته بشكل أكبر وأكثر فعالية.
ولفت إلى أن القصة موجودة مجانا في معرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي، وسيتم توزيعها على أطفال المدارس ليصل إجمالي توزيعها إلى نصف مليون نسخة مجانية بحلول نهاية ٢٠١٩، كما صرحت الوزيرة غادة والي، كما ستتاح إلكترونيا لأطفالنا في الخارج، كما وعدنا الصندوق، مؤكدا أن العمل مع عمرو عثمان مدير الصندوق رائع، فهو شخص هادئ ومحترف والصندوق يعمل بشكل علمي ويدرس احتياجات الجمهور المستهدف ويحدده بدقة، كما أن وزيرة التضامن تهتم بالتفاصيل وتتابعها بنفسها وتطمح دائما للأفضل وتشجع الشباب الذين يمثلوا السواد الأعظم من معاونيها، وقد قدمت كل الدعم للمشروع.
وعن اسم بطل القصة "عمر"، قال "فتحي" إن "عمر" هو اسم ابني الأكبر الذي يبلغ من العمر ١٣ عاما، وجعلته كذلك لأنني أخاف عليه من الإدمان، ومن تقلبات هذا السن مثلما أخشى على أطفال مصر.
يذكر أن "فتحي" كتب ما يزيد عن ١٥ قصة للأطفال منشورة، وحققت نجاحا كبيرا وتستعين بهم بعض قنوات الأطفال العربية في برامج الحكي التي تقدمها، كما شارك في كتابة برنامج الأطفال العالمي "عالم سمسم" في نسخته المصرية وعدد من مسلسلات الكارتون.