تأتي الأسهم بما لا تشتهي الحكومة.. تذبذب "الشرقية للدخان" يربك الطروحات
الشركة الشرقية للدخان - أرشيفية
"تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن".. مثل عربي يمكن أن ينطبق -مع تغيير السياق- على موقف برنامج الطروحات الحكومية، ففي الوقت الذي تأمل فيه الحكومة تسريع وتيرة برنامج الطروحات الحكومية الذي أعلن عنه عام 2016، وأرجئ بتأجيل طرح أولى شركات البرنامج "الشرقية للدخان" "إيسترن كومباني"، التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، إحدى شركات قطاع الأعمال العام أكثر من مرة كان آخرها في ديسمبر الماضي، بينما يلوح في الأفق شبح التأجيل مجددا إلى ما بعد الربع الأول من العام الجاري 2019.
قصة طرح حصة من أسهم "الشرقية للدخان" بدأت من قرار رئيس الوزراء رقم 926 لسنة 2018 الخاص بإعادة تنظيم أحكام برنامج طرح أسهم الشركات المملوكة للدولة أو التي تساهم فيها في الأسواق وتوسيع قاعدة الملكية والذي نص على أن "يتحدد سعر الطرح بالنسبة لأسهم الشركات المقيدة نشطة التداول فى حدود 10% أكثر أو أقل من متوسط سعر الإقفال خلال الشهر السابق من تاريخ الإعلان عن تعيين بنوك الاستثمار المروجة لها".
ورغم ملامسة سهم الشركة الشرقية للدخان في بورصة الأوراق المالية للمتوسط السعري في عدة أيام خلال شهري نوفمبر وديسمبر من العام الماضي والذي بلغ في أحد الايام نحو 19 جنيها، ألا أن تذبذب السهم صعودا وهبوطا لم يكن مشجعا لبدء الطرح، في الوقت الذي توقع فيه هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام عقب تأجيل لجنة الطروحات الحكومية طرح "الشرقية للدخان" أكتوبر الماضي على أن يطرح حصة إضافية من أسهم الشركة في الربع الأول من العام الجاري 2019.
وكانت اللجنة العليا لإدارة برنامج الطروحات أعلنت في 19 أكتوبر من العام الماضي، إرجاء طرح نسبة 4.5% من أسهم رأسمال شركة الشرقية للدخان، موضحة في قراراها أنه جاء فى ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها أسواق المال العالمية والمتمثلة فى وجود تقلبات وانخفاض في أسواق المال العالمية والإقليمية بسبب تزامن العديد من العوامل الخارجية، وأهمها تزايد سياسات الحماية المتبعة والحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين والصعوبات التى تواجه عددا كبيرا من الأسواق الناشئة فى ضوء ارتفاع أسعار الفائدة على سندات الخزانة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية، وهي أمور ساهمت في تزايد تدفقات الأموال خارج الأسواق الناشئة، ما أثر سلبا على سوق المال المصري وأدى إلى انخفاض بعض أسعار الأوراق المالية المتداولة بالبورصة وكذلك انخفاض فى قيمة التداول اليومي.
الشهر الجاري واصل سهم الشركة تراجعه بشكل ملفت ففي الثاني من شهر يناير الجاري أغلق متوسط سعر السهم عند 16.43 جنيه ثم ارتفع في اليوم التالي إلي 16.65 جنيه ثم واصل الارتفاع إلي 16.85 جنيه في 6 يناير من الشهر الجاري وهذا هو سعر الإغلاق الأكبر حتى الآن خلال أيام يناير ليبدأ السهم في الهبوط مجددا في 9 يناير من نفس الشهر 16.59 جنيه للسهم، وفي 15 يناير واصل السهم السقوط إلى 16.52 جنيه وحقق سعر سهم الشرقية للدخان أقل معدل له أمس الثلاثاء، محققا نحو 15.66 جنيه للسهم.
ووفقا للدكتور عماد الدين مصطفي رئيس الشركة القابضة للصناعات الكيماوية التي تتبعها "الشرقية للدخان"، فإن الحديث عن اقتراب موعد طرح حصة إضافية من أسهم الشركة في البورصة في الوقت الحالي غير صحيح حيث لا يمكن مخالفة قرار رئيس مجلس الوزراء.
وأكد في تصريحات لـ"الوطن" أنه لن يجري الطرح إلا عندما يصل سهم "الشرقية للدخان" النطاق السعري المحدد من اللجنة الوزارية المسئولة عن برنامج الطروحات.
في المقابل نفي مصدر حكومي مطلع إمكانية استبدال البدء بطرح الشرقية للدخان بشركة أخرى تتسم بثبات أسهمها في البورصة أو تقترب من النطاق السعري المحدد من لجنة الطروحات مضيفا لـ"الوطن": "لا أعتقد أن يحدث ذلك".