"جواز في جهة أمنية".. عقد قران ابنة متهم داخل قسم أول مدينة نصر
صورة ارشيفية
عزم والد "فرحة" أن يقيم عرس ابنته الكبري "فرحة" داخل إحدى القاعات الكبرى بقاهرة المعز، وذلك بعدما ألتقت العروس بشريك حياتها، خطط لمشوار حياتها منذ قدومها قبل 22 عاما، بداية من سيرها وحتى خروجها من الجامعة بشهادة البكالوريوس، كل هذه المشاهد مرت أمام "محام" أثناء جلوسه داخل غرفة الحجز بقسم أول مدينة نصر، يتحدث الاأب مع نفسه "يا تري يا بنتي هشوفك وأنتِ عروسة".
منذ عدة شهور حضر شاب وسيم إلى منزل المحامي الأب لمقابلته، استقبله الأب بترحاب وترقب، جاء الشاب وطلب يد ابنته "فرحة"، فرح الأب كثيرا ومر امامه شريط الذكريات، أقيم حفل الخطبة واتفقا على ميعاد الزفاف.. غير أن الأب تورط في قضية ما وألقي القبض عليه وقدم للنيابة العامة التي قررت حبسه على ذمة القضية.. حالةم ن الحزن خيمت على الجميع وعلى رأسهم ابنته التي حُدد موعد زفافها.
فوجئت العروس بحبيبها يخبرها أنهم سوف يقومون بتحديد موعد للزفاف، وأنه لن يتنازل عنها، فتعلقت "فرحة" بخطيبها أكثر وقدمت له الشكر على موقفه الرجولي، وعدم تخليه عنها عقب القبض على والدها في قضية على الرغم أن معرفتها بخطيبها لم تتوطد إلا في الأيام الأخيرة، توجهت الابنة إلى قسم الشرطة لزيارة والدها، وروت له ما حدث من خطيبها وأنه متمسك بها، ثم حضر العريس إلى القسم للاطمئنان على "حماه" وطلب منه أن يقيما حفل الزفاف، وفوجئ بالعريس يطلب منه أن يتم عقد القران داخل القسم وأن يكون هو وكيلها، رفض الأب في البداية وبعد إلحاح ابنته وافق.
بعد انتهاء الزيارة عاد الأب إلى محبسه والدموع تملأ عينيه من الفرحة، وقدم طلبا للمأمور من أجل السماح له بـ"كتب كتاب ابنته داخل القسم"، ووافق المأمور وقدم التهنئة للمحامي، وطلب منه الجلوس لكتابة الطلب وتوجيهه إلى مدير أمن القاهرة، ولم يمض سوى 24 ساعة وجاء الموافقة على عقد القران داخل القسم.
وتحول مكتب مأمور قسم أول مدينة نصر، أمس، إلى قاعة أفراح، حضرت العروس ترتدي ثوبها وعريسها معها وأفراد الأسرتين، وحضر الأب والمأذون الشرعي في وجود قيادات قطاع مباحث شرق القاهرة.
وبعد الانتهاء من "كتب الكتاب" تعالت الزغاريد داخل القسم الشرطة، وتبادل الجميع التهاني، ووزع أمناء الشرطة على العريس والعروس مشروبات للتهنئة.
وأعلنت وزارة الداخلية، في بيان لها، عن عقد قران إحدى الفتيات داخل قسم شرطة أول مدينة نصر في حضور والدها المحبوس بالقسم على ذمة قضية، مراعاة للبعد الإنساني في الإستجابة لالتماسات المواطنين.