نبيلة عبيد وصلاح قابيل من فيلم "الراقصة والسياسي"
فيلم "الراقصة والسياسي" المأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب إحسان عبدالقدوس التي صدرت في مجموعة قصصية عام 1978 تحمل الاسم نفسه، وحوّلها إلى فيلم سينمائي الكاتب وحيد حامد من بطولة نبيلة عبيد وصلاح قابيل وفاروق فلوكس ومن إخراج سمير سيف، ويعتبر من أشهر الأفلام السينمائية التي حققت نجاحًا كبيرًا على مستوى الجماهير والنقاد معًا.
وتحدث الكتاب والسيناريست وحيد حامد، على هامش ندوة تكريمه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ50 بالأمس، إن نبيلة عبيد اشترت قصة "الراقصة والسياسي" من إحسان عبدالقدوس، من أجل تحويله إلى فيلم.
وأكد "حامد" أنه كتب الفيلم بالعند في المنتج، مشيرًا إلى أنه رفض كتابة الفيلم في البداية بسبب أنه ذهب من قبله لمؤلف آخر، فقال له المنتج إنه لا يعرف أن يكتبه ليرد عليه "حامد": "أنا أكتبه بصباعي"، ليكتب هو السيناريو.
وقالت نبيلة عبيد في حوار لصحيفة "مايو" في 14 مايو عام 1990، بأن ارتباطها بأعمال الكاتب إحسان عبدالقدوس نفسيا وإنسانيًا قبل أن يكون فنيا.
وأضافت نبيلة عبيد بأنها حينما تقرأ له تشعر بأنه يعرف كل بطلة من أبطال قصصه، وقالت بأنه خبير بشؤون المرأة فهو يضعها في مواجهة حقيقية مع نفسها ومشاكلها وظروفها ومجتمعها الذي تتعامل وتعيش في إطاره.
وأكدت "عبيد" أنها لا تجد صعوبة في الفهم أو التقمص مع شخصياته التي يكتبها، وبأنها تعاملت معه في الكثير من الأعمال الفنية مثل "العذراء والشعر الأبيض، أرجوك أعطني هذا الدواء، أيام في الحلال، انتحار صاحب الشقة، الراقصة والطبال".
وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا في وقت صدوره عام 1990، ويحكى الفيلم قصة الراقصة الشهيرة سونيا سليم التي شاهدت أحد الوزراء يتحدث في التلفزيون بجدية شديدة وتتذكر أن هذا السياسي الذي يدعى خالد مدكور تعرفت عليه منذ 10 سنوات في الملهى الذي كانت ترقص فيه وطلب منها وقتها إحياء حفل خاص لأحد الضيوف السياسيين العرب مقابل 3 آلاف جنيه.
وأنها أقامت معه علاقة عابرة ولم يعطيها حقها المالي بشكل كامل ويختفي تمامًا من حياتها حتى تراه فجأة وزيرا وتقرر سونيا كشف حقيقة هذا الشخص للرأي العام واستغلال مركزه في تسهيل الخدمات التي تطلبها، ويبدأ هو في التهرب منها للحفاظ علي مستقبله السياسي وتهدده بكشف حقيقته عند نشرها لمذكراته فيصاب الوزير بالذعر مع كبار المسؤولين ويعرضون عليها مبالغ طائلة لإلغاء فكرة نشر مذكراتها وتقرر سونيا سليم تحويل مدخراتها لإقامة مشروع دار حضانة للأيتام لأنها لم تنجب أطفال وهذا المشروع يتوقف باعتبارها راقصة وتساوم لإنجاز المشروع الخيرى بالفعل باعتبارها مواطنة لها حقوق مثل الآخرين.
وجسدت نبيلة عبيد دور "الراقصة سونيا" بشكل مبدع ومميز وشاركها في أداء شخصية "خالد مدكور" صلاح قابيل الذي أدى الدور بمنتهى الجدية والبساطة وأدى الفنان فاروق فلوكس في الفيلم دور من أهم دواره على مدار مشواره الفني وهو دور "شفيق ترتر" مساعد الراقصة، وتميز الفيلم بالموسيقى التصويرية للموسيقار محمد سلطان.
ويعتبر فيلم "الراقصة والسياسي" من أهم أفلام الكاتب والسيناريست وحيد حامد خلال مسيرته السينمائية الكبيرة، فقد استطاع أن يجعل شخصيات قصة الأديب إحسان عبدالقدوس لحم ودم وواقعية بشكل يجعل الجمهور يتعاطف معها ويتأثر ويصبح الفيلم من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية.
تعليقات الفيسبوك