مع توالي الاعترافات الدولية بـ"جوايدو".. هل يفقد رئيس فنزويلا شرعيته؟
مادورو
أعلنت فرنسا وإسبانيا وألمانيا أنها ستعترف برئيس البرلمان الفنزويلي خوان جوايدو رئيسا مؤقتا للدولة، إذا لم يعلن الرئيس نيكولاس مادورو، خلال 8 أيام عن تنظيم انتخابات رئاسية جديدة.
وتنظيم انتخابات رئاسية جديدة هي خطورة لن يقبل بها بطبيعة الحال "مادورو" الذي أكد تمسكه بمنصبه في مواجهة المعارضة ورئيس البرلمان الذي نصب نفسه رئيسا انتقاليا، بداعي أن انتخاب "مادورو" لولاية ثانية تم بطريقة غير شرعية.
ما يعني أن فرنسا وإسبانيا وألمانيا ستنضم إلى مجموعة الدول التي قررت الاعتراف برئيس البرلمان الفنزويلي رئيسا انتقاليا للبلاد وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، ما يثير تساؤلات حول مدى شرعية الرئيس الفنزويلي حال استمر في موقعه بينما تتوالى الاعترافات الدولية بـ"جوايدو".
"لا تأثير لتلك الاعترافات فهو رئيس منتخب"، هكذا علق الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة على تلك التحركات الدولية ضد "مادورو"، وقال في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "مادورو رئيس جاء عبر انتخابات تقدم لها، وتم انتخابه بصرف النظر عن أجواء الانتخابات، في المقابل فإن جوايدو لم يترشح لها وإنما جاء منتخبا فقط كعضو في البرلمان".
وأضاف مدير مركز دراسات المناطق الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية: "السبب الثاني أن المؤسسة العسكرية أعلنت مساندة الرئيس واعتبرته ممثل الشرعية في فنزويلا".
وتابع "كمال": "بالإضافة أن هناك دول كبيرة مثل الصين وروسيا ودول أخرى في أمريكا اللاتينية وغيرها تؤيد الرئيس مادورو وتعتبره الرئيس الشرعي".
وحول التداعيات السياسية لهذه الحالة، قال "كمال": "هذه الأمور ستزيد وستؤدي إلى مزيد من الانقسام في فنزويلا، ومزيد من عدم الاستقرار وتدهور الأوضاع، ولن يقدم أي حل للمشكلة".
وحول وجود أوجه تشابه بين حالة الرئيس الفنزويلي "مادورو" وحالة الرئيس السوري بشار الأسد، قال "كمال": "حالة سوريا مختلفة تماما، سوريا بها حرب أهلية وميليشيات منتشرة على الأرض، وهناك تواجد دولي على الأرض".
وتابع: "لكن المؤكد أن وجود أكثر من حكومة معترف بها من قبل بعض الأطراف، وأن يكون لهذه الحكومة تواجد على الأرض، أمر بكل تأكيد يفاقم الأوضاع".
وأعلن رئيس البرلمان الفنزويلي خوان جوايدو، الأربعاء الماضي، نفسه رئيسا انتقاليا لفنزويلا وسط تشكيك من المعارضة المسيطرة على البرلمان في نتائج الانتخابات.
وعلى الفور سارعت الولايات المتحدة إلى إعلان دعمها لـ"جوايدو"، والاعتراف بها رئيسا لفنزويلا، الخطوة التي رفضتها "كراكاس" وعلى الفور أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع "واشنطن".