«الاستثمار فى العقول المبدعة».. «المركزى» يطلق صندوقاً لدعم الابتكار خلال 2019 والبنوك تستعد للتنفيذ
أيمن حسين وطارق عامر
امتداداً لمبادرات البنك المركزى المصرى وفى إطار الجهود المبذولة لدعم وتعزيز قدرات الشباب، أعلن طارق عامر، محافظ البنك المركزى، عن استهداف البنك إطلاق صندوق لدعم الابتكار برأسمال مليار جنيه للمساهمة فى رؤوس أموال المشروعات الابتكارية وذلك خلال 2019.
ويهدف الصندوق إلى تبنى اختراعات وابتكارات الشباب المصرى فى مختلف المجالات، خاصة الإنتاجية والتكنولوجية، للاستفادة من تلك المواهب والأفكار والعقول فى تنمية الاقتصاد المصرى، واللحاق بقاطرة التنمية وخلق روح المواطنة لدى هؤلاء الشباب، وتحويل القاهرة إلى مركز إقليمى لجذب وتنفيذ المشروعات التكنولوجية الجديدة، ويمنح الصندوق التمويل للشباب بدون فوائد أو مصروفات على القرض، وتخطط الحكومة للاستعانة بأفضل بنوك الاستثمار العالمية لإنشاء الصندوق، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وكان أيمن حسين، وكيل محافظ البنك المركزى لنظم الدفع وتكنولوجيا المعلومات، قد صرح بأن البنك المركزى سيتسلم من شركة «أرنست آند يونج» استراتيجية عمل صندوق ابتكار خلال فترة وجيزة، مشيراً إلى أن الدراسة ستحدد آليات عمل الصندوق، والجهات التى ستشارك فى رأسماله، وضوابط تمويل المشروعات التى سيساهم فيها.
«آرنست آند يونج» تعد دراسة الصندوق المصرى.. والإمارات والدنمارك أبرز التجارب العالمية الناجحة فى تمويل الابتكارات
ووضعت الدولة استراتيجية للتحول إلى الاقتصاد الرقمى، تعتمد على قيام البنك المركزى بدور المنسق عبر التدخل بشكل تقنى ومهنى، واستخدام آلياته لتعزيز فكر الشمول المالى الذى يدعم الاقتصاد الرقمى، واتجهت العديد من الدول لإنشاء صناديق لدعم الابتكار خلال السنوات الأخيرة، وكان أبرزها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أطلقت صندوقاً للابتكار بقيمة 2 مليار درهم تشرف عليه وزارة المالية فى نهاية عام 2015، ويمول التقنيات والمنتجات والخدمات الحاصلة على ملكية فكرية سواء للأفراد أو الشركات، ويهدف لتمويل كافة الأفكار الابتكارية التى تحمل إمكانات تجارية، ويضم الصندوق خبراء فى كافة القطاعات لتقييم جدوى الأفكار، ويوفر تسهيلات تمويلية وائتمانية وتنظيمية للمشاريع التى يتم تمويلها، كما يهدف أيضاً لبناء بيئة متكاملة داعمة للابتكار بالتعاون مع مختلف المؤسسات والجهات المالية والتمويلية فى الإمارات، مثل البنوك التجارية ومؤسسات التمويل الاستثمارى والشركات العائلية وغيرها من الجهات التمويلية، ويهدف الصندوق الإماراتى إلى تحسين وتعزيز فرص التمويل فى مجال الابتكار، من خلال توفير التمويل لرواد الأعمال المبتكرين بكلفة معقولة، وتزويدهم بالضمانات لتسهيل حصولهم على قروض لتمويل مشاريعهم. وفى نفس السياق، أنشأت الدنمارك صندوق الابتكار فى عام 2014، وذلك من خلال التعاون بين المجلس الدنماركى للبحوث الاستراتيجية والمؤسسة الدنماركية الوطنية للتكنولوجيا والابتكار فى مؤسسة واحدة جديدة، ويهدف صندوق الابتكار الدنماركى إلى دعم تطوير المعرفة والتكنولوجيا، بما فى ذلك التكنولوجيا المتقدمة، من أجل تعزيز البحث والحلول المبتكرة التى تدفع إلى زيادة النمو وتطوير العمالة فى الدنمارك. وتركز الدنمارك جهودها على الجمع بين البحث والتطوير التكنولوجى من خلال هذا الصندوق، حيث ساعد الصندوق على تطوير صادرات الدولة التكنولوجية من خلال مشاريع الشباب المبتكرة، ما جعل أكثر الصادرات الدنماركية من المنتجات التكنولوجية المبتكرة.
وقال محمد رجائى، نائب مدير عام إدارة الاستثمار والأوراق المالية ببنك القاهرة، إن استهداف البنك المركزى إطلاق صندوق لدعم الابتكار للمساهمة فى رؤوس أموال المشروعات الابتكارية، يدعم الشمول المالى وتوجه الدولة نحو التحول اللانقدى، وأشاد رجائى بتوجه البنك المركزى إلى تنفيذ العديد من المبادرات التى تخدم الشباب، خاصة أن الشباب المصرى يمتلك قدرات كبيرة على الابتكار والإبداع، خاصة فى المجالات التكنولوجية، التى قد تواجه تحديات كبيرة بسبب نقص التمويل، وأوضح أن بنك القاهرة يشجع ويدعم مثل هذه الأفكار، مشيراً إلى أن مصرفه شارك فى تجربة مماثلة بنسبة 5% من رأسمال صندوق سوارى فينشرز، بقيمة 50 مليون جنيه، بهدف دعم الاستثمار فى مجالات التكنولوجيا المالية ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة التى تعمل فى تكنولوجيا المعلومات والديجيتال، وأضاف أن البنك المركزى لم يفصح حتى الآن عن آلية عمل الصندوق، أو المشاركين فى رأسماله، أو الحد الأدنى والأقصى لهذه التمويلات، أو حتى القطاعات المستهدفة للتمويل. من جانبه أشاد طارق متولى، نائب رئيس بنك بلوم السابق، بتجربة إنشاء صندوق لتمويل الابتكار فى مصر، مشيراً إلى أن الاستثمار فى العقول المصرية وإيجاد فرص لاحتضان مشروعات الشباب المبتكرة يسهم فى خدمة أغراض التنمية التى تسعى الدولة إلى تحقيقها، وأوضح متولى أن القطاع المصرفى يلعب دوراً كبيراً فى توفير التمويل اللازم لسد العجز فى التمويلات المطلوبة للمشروعات الابتكارية ومشروعات ريادة الأعمال، مشيداً بالمبادرات التى يطلقها البنك المركزى التى تخدم هذه الفئات، وأضاف أن العالم يتجه إلى التحول التكنولوجى والاستعانة بالأفكار الابتكارية للنهوض بالاقتصاد، مشيراً إلى أن هذه الصناديق تذلل العقبات التمويلية التى تواجه الشباب والمرأة فى تنفيذ مشروعاتهم.