الإسكندرية: إقبال كثيف.. وسلفيون يساعدون الناخبين
شهدت لجان الاقتراع بالإسكندرية إقبالا كثيفا على التصويت فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، منذ الساعات الأولى ليوم أمس، وفشل أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابى فى عرقلة الاستفتاء، بينما ساعد نشطاء سياسيون وسلفيون الناخبين فى الوصول إلى لجانهم الانتخابية، واستخراج أرقامهم من قاعدة بيانات الناخبين.
وبدأت أول مظاهر الاستحقاق الانتخابى مبكراً، حيث ظهرت طوابير يقف فيها مئات المواطنين، قبل موعد التصويت فى الساعة التاسعة صباحاً، فيما انتشر عناصر قوات البحرية والصاعقة ومديرية الأمن والحماية المدنية والمفرقعات، لتأمين اللجان من الداخل والخارج. ومن أكثر اللجان الانتخابية التى شهدت إقبالاً كبيراً، مدارس أم المصريين وعرفان والملكة فايزة فى منطقة محرم بك وبورسعيد الابتدائية فى كامب شيزار، وقايباى والمحروسة ورأس التين فى بحرى، وعثمان بن عفان وجمال عبدالناصر فى منطقة سيدى بشر، والعروبة والسادات فى مينا البصل، وبرج العرب والنهضة فى مدينة برج العرب الجديدة، والمعمورة والمحمدى فى طريق أبوقير.
وحاولت جماعة الإخوان إفساد الاستفتاء مبكرا، إلا أن قوات الأمن نجحت فى التصدى لهم، وفرقت قوات الأمن بالإسكندرية مسيرة نظمها أعضاء تنظيم الإخوان بشارع 30 فى منطقة العصافرة بشرق المحافظة، لدعوة المواطنين لمقاطعة الاستفتاء الشعبى العام على مواد الدستور. وأحاطت القوات بالمسيرة من كل الاتجاهات وطالبت المشاركين فيها بفضها والانصراف بشكل فورى، إلا أنهم رفضوا وأصروا على استكمالها، ما دفع القوات إلى استخدام قنابل الدخان والغاز المسيل للدموع، فى تفريقهم.
كما نظمت حركة 7 الصبح، مسيرة صباحية قبل بدء عملية التصويت أمس، لدعوة المواطنين إلى مقاطعة الاستفتاء، إلا أنها أنهت فعاليتها التى انطلقت من ميدان فيكتوريا، بعد أقل من 10 دقائق من بدايتها، وقبل وصول قوات الأمن إليها. واشتبه عدد من المواطنين فى سيارة مجهولة، متروكة أمام اللجنة الانتخابية، المنعقدة فى مدرسة رأس التين البحرية بالإسكندرية، بسبب وجودها أمام بوابة المدرسة وعدم وجود أحد داخلها. وأبلغ الأهالى عن السيارة، وعلى الفور اتجهت فرقة من خبراء المفرقعات بالكلاب البوليسية والمعدات الإلكترونية إلى موقع السيارة، إلا أنهم تبينوا سلبية البلاغ وعدم وجود أى متفجرات بداخلها.
وقال اللواء أمين عزالدين، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، فى تصريحات لـ«الوطن» خلال تفقده لجنة مدرسة بورسعيد التجريبية، إن تظاهرات الإخوان كانت ضعيفة، وتم التعامل معها بسرعة من رجال الأمن، ولم تؤثر على اللجان الخاصة بالاستفتاء بمحيط تلك المناطق. وأضاف أن عملية التأمين تسير على أعلى مستوى بمحيط كافة اللجان الانتخابية، وتم التوجيه لإدارة الحماية المدنية، بسرعة فحص أى جسم غريب يشتبه فيه، كما تم تعيين أفراد من الشرطة السرية بمحيط اللجان الانتخابية، لضبط أى عناصر تحاول إفساد سلامة عملية التصويت.
إلى ذلك قام اللواء سعيد عباس، قائد المنطقة الشمالية العسكرية، واللواء أسامة الجندى، قائد القوات البحرية، واللواء نبيل سلامة، نيابة عن القيادة العامة للقوات المسلحة، بجولة ميدانية على لجان الاقتراع فى أول ساعات الاستفتاء على مواد الدستور، للتأكد من سير عمليات التصويت والتأمين بصورة جيدة. وقلل اللواء أسامة الجندى، فى تصريحات إعلامية أثناء جولته التفقدية على لجان الاقتراع، من خطورة التظاهرات الإخوانية الداعية إلى مقاطعة الاستفتاء. وفى رد له على سؤال حول تعليقه على احتمالية ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، قال: «الجيش ليس له علاقة بترشح السيسى للرئاسة من عدمه، وهو كمواطن حر فى اتخاذ مثل هذا القرار، والجيش جزء من الشعب، ويلتزم بما يريده».
أما عن سير عملية التصويت، فقد شهدت المحافظة فتح لجان فى وقت مبكر قبل موعد الاستفتاء، وقرر رئيس اللجان الانتخابية أرقام 87 و88 و89 بالمقر الانتخابى فى مدرسة العروة الوثقى بنين بمنطقة الحضرة، فتح باب التصويت قبل الموعد المحدد فى التاسعة صباحاً بأكثر من 20 دقيقة، بسبب الإقبال الشديد من المواطنين.
وأعلنت غرفة العمليات الرئيسية للإشراف على سير العملية الانتخابية بالإسكندرية، أنه تم فتح كافة اللجان الانتخابية فى تمام الساعة التاسعة صباح أمس، مع استقرار تام للأوضاع الأمنية، وإقبال كبير من المواطنين على اللجان.
وقال محمد النبوى، مسئول حملة نعم للدستور بالإسكندرية، إن أبناء وكوادر الحزب سيواصلون الحملة حتى نهاية الاستفتاء فى أماكن تجمع المواطنين لتوجيه الدعوة لهم بالمشاركة وشرح لماذا سيصوت الحزب بـ«نعم».
وقال القمص رويس مرقس، وكيل الكاتدرائية الأرثوذكسية المرقسية بالإسكندرية، فى تصريح له أثناء توجهه للإدلاء بصوته فى لجنة مدرسة المعارف الابتدائية بمنطقة شدس، إنه صوت بـ«نعم» على الدستور تلبية لطموحات الجموع التى شاركت فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، والمطالبة بالحرية والعيش الكريم. وقال اللواء طارق مهدى، محافظ الإسكندرية، فى تصريحات صحفية: أمس أثبت مواطنو الإسكندرية أنهم يقفون صفاً واحداً ضد كل من يحاول النيل من أمن الوطن واستقراره، والدولة عبرت إلى بر الأمان بإرادة المصريين، وسنقطع رؤوس كل من يحاول إفساد هذا العرس الديمقراطى. وأضاف أن تظاهرات الإخوان المسلمين لم تؤثر فى سير الاستفتاء.