«آمال» عايشة فى حديقة بكوبرى القبة: الناس شبّعونى أذية
فريق بلا مأوى يحاول إقناع «آمال» بالذهاب لدار رعاية
رائحة كريهة تنبعث من المكان، جسد هزيل يكسوه جلباب أسود خفيف، يحتضن بطانية بالية مليئة بالغبار، عبارات متقطعة لا علاقة لها ببعضها، تهمهم بها آمال عدوى، السيدة الستينية التى لا تقوى على الحديث من شدة برودة الجو بحديقة قرب محطة مترو «كوبرى القبة».
«برد الشارع أحن عليّا من ناس كتيرة أذونى، ونفسى أعيش عيشة كريمة».. بهذه الكلمات بدأت «آمال» تروى قصتها لـ«الوطن»: «اتولدت يتيمة وشيخ البلد ربانى وكتبنى باسمه وأمى ماتت وأنا صغيرة وطول عمرى وحيدة الأهل مفيش جديد، وبعدها اتجوزت وخلفت بنت وحيدة سميتها هويدا وبقالى 7 شهور مشوفتهاش». تتابع السيدة الستينية حديثها: «زوجى اتوفى من 20 سنة، وقعدت فى المنوفية بعد ما مات 13 سنة، وبعدها أكبر عيلة فى أشمون خدوا أرضى، ودخلوا شقتى وضربونى أنا وبنتى بالسكاكين، ولما كنت بقفل بابى بيفتحوه علينا فى نص الليل وهربت من أشمون وسبت بيتى علشان خايفة منهم، وبروح كل شهر أقبض معاشى ومبقاش ليا بيت غير الشارع».
«الناس شبعونى أذية وبرد الشارع أحن عليّا من ناس كتير واللى ماشى فى الشارع إما بيشتمنى بشتايم مبقدرش أسمعها، أو بيعطف عليا، ومبقدرش أدافع عن نفسى لأنى تعبانة وكتفى واجعنى من البرد وجرح قديم».
من جانبه، قام فريق «إحنا معاك» بمحاولة إقناع «آمال» للذهاب معهم إلى إحدى دور الرعاية، ومن ثم المستشفى لإجراء التحاليل والأشعة المختلفة، إلا أنها رفضت قائلة: «لو رحت معاكم عيلة ج.م هيعرفوا وييجوا ياخدونى ويموتونى، بعد ما هربت منهم، أنا نفسى أرجع أنا وبنتى ونسكن فى بيتنا اللى أنا هربت منهم وفرقونى أنا وبنتى اللى بقالى 7 شهور مشوفتهاش، وأنا طول عمرى عايشة من غير أهل وحيدة، وهستنى هنا فى الشارع لحد ما ترجع بنتى».