«هدى»: الحرامية معرفوش يسرقوها فقطعوا إيديها
إحدى المشردات خلال حديثها لـ«الوطن»
علامات الزمن ارتسمت على وجهها، ويديها، وشِدته ظهرت على ملابسها السوداء الممزقة وجسدها الذى لا يقوى على الحركة، تنادى «أنا جعانة».. بهذه العبارة بدأت هدى سيد، السيدة العجوز التى تبلغ من العمر أرذله، حديثها، وأنهته ببكاء وصراخ: «يالا امشوا من هنا وسيبونى لوحدنى محدش هياخدنى من هنا».
أحد السكان المقيمين بالمنطقة، قال إنها وحيدة ليس لديها أبناء ولا أقارب، تقيم بالشارع منذ أكثر من 15 سنة، وتعتبر البطانية والرصيف الذى تجلس عليه بيتها، صيفاً وشتاء، لافتاً إلى أنها قليلة الحديث رغم أنها تعى كل شىء حولها وتعرف الجيران المحيطين وتعتبرهم أقاربها، لأنها اعتادت عليهم، وتتعرض كثيراً للسرقة، قائلاً: «فيه حرامية معرفوش يسرقوها قطعوا إيديها وضربوها على دماغها»، مؤكداً أنها تتعرض يومياً للسرقة ومضايقات المارة، وكل ما تقوى عليه هو الصراخ على مالها المسروق، أو كرد فعل على الشتائم والسباب التى تتعرض لها يومياً من الأطفال وبعض المراهقين، قائلاً: «دى بتنام مغمضة عين ومفتحة التانية من خوفها واللى شافته فى الشارع»، وأضاف لـ«الوطن»: «سكان المنطقة لم يفعلوا لها شيئاً سوى تقديم بعض الملابس التى لا يحتاجونها أو وجبات فائضة، وأحياناً مبالغ بسيطة فى المناسبات مثل رمضان والأعياد وكل شوية يتسرقوا وتعيط باليومين والتلاتة»، مؤكداً أنها ستخشى الذهاب إلى أى دار رعاية خوفاً من أن تحبس داخلها، بالإضافة إلى تعودها على الجلوس على رصيف الشارع خلف السيارات المتراصة خلف بعضها.
فريق حملة «بلا مأوى» عرض على «هدى» الذهاب معهم إلى إحدى دور الرعاية وتوفير سرير لها وملابس نظيفة ووجبات، إلا أن البكاء والصراخ كان رد فعلها ورفضت، فقام الفريق بتقديم وجبة ساخنة لها مشكلة من «شوربة عدس وقطعة لحم وقليل من البطاطس والأرز»، فأخذت الوجبة وصرخت فى وجوههم: «يلا امشوا من هنا انتو عاوزين تحبسونى؟»، مؤكدين أنهم سيعودون لها مرة أخرى لمحاولة إقناعها.