بعد اقتراحه انتخابات مبكرة.. هل نجحت الضغوط الأمريكية على "مادورو"؟
مادورو
تواصل أزمة فنزويلا حلقاتها بعد إعلان رئيس البرلمان خوان جوايدو تنصيب نفسه رئيسا انتقاليا، متجاوزا الرئيس نيكولاس مادورو الذي تشكك المعارضة في نزاهة الانتخابات التي أتت به إلى ولاية ثانية مؤخرا.
وأكد "مادورو"، في أحدث تصريحات له، استعداده للتفاوض مع المعارضة وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة والجلوس مع المعارضة التي خططت لمظاهرات الهدف منها إقناع الجيش بالتخلي عن "مادورو".
في المقابل، ادعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الضغوط التي مارسها على الرئيس الفنزويلي هي التي أدت لقبوله التفاوض مع المعارضة، ومع ذلك حذر الأمريكيين من السفر إلى فنزويلا.
وكتب ترامب على "تويتر": "مادورو مستعد للتفاوض مع المعارضة في فنزويلا بعد العقوبات الأمريكية وقطع عائدات النفط، إن الحكومة الفنزويلية العليا تستهدف غوايدو، الاحتجاج الكبير متوقع اليوم، يجب ألا يسافر الأمريكيون إلى فنزويلا حتى إشعار آخر".
فهل نجحت الضغوط بالفعل كما أعلن الرئيس الأمريكي؟ أم أن الولايات المتحدة لن تكتفي إلا بإسقاط نظام "مادورو"؟
"ترامب يريد إسقاط نظام مادورو"، هكذا علق المحلل السياسي الأمريكي ماك شرقاوي، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، على التحركات الأمريكية حيال أزمة فنزويلا.
وقال "شرقاوي": "الرئيس الأمريكي يريد إسقاط نظام مادورو، لأنه يرى أنه امتداد لنظام الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز الذي أتى إلى السلطة بثورة بوليفارية تتبع سياسات مناوئة للسياسات الأمريكية في أمريكا اللاتينية".
وأضاف "شرقاوي": "وقد مارست الإدارة الأمريكية ضغوطا كبيرة على فنزويلا لتضييق الخناق على مادورو، الذي لديه أزمات داخلية اختلف فيها الوضع تماما مقارنة بالأوضاع في عهد تشافيز، حيث بلد لديه نحو 3 ملايين بين مهاجر أو لاجئ، وارتفاع في الديون ومعدلات التضخم وهي دولة يعتمد اقتصادها على النفط بصفة أساسية".
وقال المحلل السياسي الأمريكي إن "حديث مادورو عن الذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة هو بكل تأكيد نجاح لهذه الضغوط الأمريكية، لكن من الممكن ألا ينجح خوان جوايدو في هذه الانتخابات في ظل الأجواء الحالية".
وأوضح قائلا: "جوايدو التصقت به الصبغة الأمريكية، وما يقال عنه بأنه يجير انقلاباى بالتعاون مع الولايات المتحدة، كل هذه أمور تؤثر على صورته في الانتخابات".
وتابع: "أيضا فإن الذهاب نحو انتخابات مبكرة أمر فيه غموض، خاصة أن موقف الجيش الفنزويلي غير واضح إلى الآن بشأن هذه المسألة، وما إذا كان سيقبل بتنظيم انتخابات جديدة".