بعد استغلالها كأس آسيا.. المتعاطفون مع قطر تحت طائلة القانون البحريني
أمير قطر
استغلت دولة قطر تمكنها من اقتناص الفوز بكأس آسيا لتحسين صورتها في المنطقة باعتباره فوزا عربيا، حسبما زعم أمير قطر تميم بن حمد في محاولة منه لغسل سمعة بلاده الملطخة بحمامات الدم التي تورطت فيها الدوحة ونظام الحمدين، إلا أن القانون البحريني قد سد تلك الثغرة أمام تحركات الدوحة مبكرا، بعدما حذرت وزارة الداخلية البحرينية مواطنيها من الوقوع تحت طائلة القانون حال إبداء أي تعاطف أو محاباة تجاه قطر أو انتقاد ما تتخذه المنامة من قرارات تستهدف الحفاظ على سيادتها.
وبعد أيام من المقاطعة ونتيجة للقرارات المفاجئة في ذلك الوقت التي اتخذتها البحرين والإمارات ومصر والسعودية بقطع العلاقات مع قطر، حذرت وزارة الداخلية في مملكة البحرين من التعاطف أو محاباة حكومة دولة قطر أو الاعتراض على إجراءات حكومة المملكة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي سواء "تغريدات" أو مشاركات أو أي وسيلة أخرى قولا أو كتابة، مؤكدة أنه يعد جريمة يعاقب عليها القانون بعقوبات قد تصل إلى السجن مدة لا تزيد عن خمس سنوات والغرامة.
ونقلت وكالة أنباء البحرين "بنا" في يونيو 2017 عن الوزارة في بيانها، أن "هذا الإجراء يأتي استنادا إلى بيان قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر والإجراءات الخليجية والعربية تجاهها نتيجة تصرفاتها العدائية ضد مملكة البحرين وخروجها عن الثوابت الخليجية والعربية ومبادئ القانون الدولي".
وأكدت أن هذه الإجراءات تأتي من منطلق الحقوق السيادية للبحرين وفي إطار العمل على حفظ الأمن وحماية السلم الأهلي والمصالح العليا للوطن.
وهنأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حليفه في الدوحة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بفوز المنتخب القطري بلقب كأس آسيا 2019 للمرة الأولى في تاريخه.
وعلى الرغم من تغريده خارج السرب العربي، فإن أمير قطر استغل الفوز الذي حصلت عليه بلاده عبر تجنيس اللاعبين المحترفين، ليزعم أنه فوز عربي بهدف حشد التعاطف مع دولته المعزولة في محيطها الخليجي والعربي، قائلا: "ألف مبروك لمنتخبنا ولقطر وشعبها هذا الفوز التاريخي بكأس آسيا 2019.. ألف تحية لأبطالنا وللجهازين الفني والإداري الذين جعلوا هذه البطولة إنجازا عربيا وقدموا ملحمة كروية مثيرة وحققوا أحلام الملايين من مشجعي الكرة القطرية عبر الوطن العربي الكبير".
ومعلوم أن قطر تستغل الرياضة سياسيا، سواء في محاولة تأكيد مكانتها المزعومة، أو بالتقرب لدولة الاحتلال الإسرائيلي من خلال استضافة فعاليات رياضية متنوعة يشارك بها منتخبات وفرق ولاعبون إسرائيليون، وفي هذا الصدد قال الدكتور أحمد أبوزيد الباحث في الأمن الإقليمي لـ"الوطن"، إن قطر دائما ما استغلت الرياضة لأغراض سياسية، بداية من احتضانها للاعبين ومعلقين رياضيين متعاطفين مع "الإخوان"، وانتهاء باستضافتها للإسرائيليين وقيامها باستغلال الفوز بكأس آسيا للمرة الأولى، معتبرا أن العام الماضي 2018 كان عام التطبيع الرياضي بين قطر وإسرائيل، فقد شهدت الدوحة عزف النشيد الإسرائيلي في بطولة الجمباز للمرة الأولى في التاريخ.
وكان النائب العام لدولة الإمارات المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي قد أعلن بعد قرار المقاطعة أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد اتخذت قرارا حاسما ضد حكومة قطر نتيجة لسياستها العدائية واللا مسؤولة ضد الدولة وعدد من الدول الشقيقة الخليجية والعربية، ويأتي هذا القرار حفاظا على الأمن القومي للدولة ومصالحها العليا ومصالح شعبها، لذا وجب التنويه إلى أن إبداء التعاطف أو الميل أو المحاباة تجاه تلك الدولة، أو الاعتراض على موقف دولة الإمارات العربية المتحدة وما اتخذته من إجراءات صارمة وحازمة مع حكومة قطر، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتغريدات أو مشاركات، أو بأي وسيلة أخرى قولاً أو كتابة، يعد جريمة معاقبا عليها بالسجن المؤقت من ثلاثة إلى خمس عشرة سنة وبالغرامة التي لا تقل عن خمسمائة ألف درهم طبقاً لقانون العقوبات الاتحادي والمرسوم بقانون اتحادي بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، لما يترتب عليها من أضرار بالمصالح العليا للدولة، والوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي، فضلاً عما لتلك المماراسات من أثر في إضعاف النسيج الاجتماعي للدولة ووحدة شعبها، وستمارس النيابة العامة الاتحادية واجبها الوطني بتطبيق القانون على مرتكبي هذه الجرائم.