علاء مشذوب.. عراقي واجه الطائفية بـ"القلم" واغتاله الإرهاب بـ13 رصاصة
علاء مشذوب
"إن هم فجروكِ.. فعندنا كل الجنائز تبتدي في كربلاءَ وتنتهي في كربلاءْ لن أقرأ التاريخ بعد اليوم إن أصابعي اشتعلتْ وأثوابي تغطيها الدماء ها نحن ندخل عصرنا الحجريَّ نرجعُ كل يومٍ، ألف عامٍ للوراءْ"، أبيات نزار قباني التي يتجدد ذكرها كلما مررنا بمشاهد اغتيال الحضارة، والثقافة والجمال.
ثلاثة عشر رصاصة "إرهابية" اغتالت علاء مشذوب الروائي العراقي، غدرا على يد مسلحون مجهولين بالقرب من باب منزله وسط محافظة كربلاء، وهو على متن دراجته الهوائية، لكن الرصاصات الثلاثة عشر لن تقوى على اغتيال قلمه فإن لم يعد ينبض حبرا فلا يزال ينشر أدبا، ولا يزال يطاردهم في مضاجعهم، فالروائي الذي واجه الطائفية والمليشيات المسلحة بقلمه جاوبوه برصاصهم.
الروائي العراقي المولود في عام 1968 مارس الكتابة منذ صغره، فكان يراسل صحيفة الراصد هو في التاسعة عشر وظل ينشر كتاباته حتى جاء حصار العراق فاعتكف لكنه لم ينقطع عن الكتابة، وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق عاد ليكتب فنشرت كتاباته في صحف "الصباح"، و"الصباح الجديد" و"زمان، و"المدى"، و"الاتحاد"، وبجانب تخرجه من كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد عام 1992-1993، حصل على ماجستير في الفنون جميلة في عام 2009، وبعدها حصد الدكتوراه في نفس الاختصاص عام 2014.
تنوعت كتابات مشذوب، ما بين الكتب النقدية والروايات والمجموعات القصصية وبداية من عام 2010 ظهرت له العديد من الكتابات، التي أثرت المكتبة العراقية فكتب "ربما أعود إليك" (مجموعة قصصية)، في عام 2010، و"زقاق الأرامل" (مجموعة قصصية) في عام 2012، ثم صدر عنه دراسة تحت عنوان "بحوث ودراسات في السينما والتلفزيون" 2012، و"توظيف السينوغرافيا فى الدراما التلفزيونية" 2013، وعاد لكتابة القصة في 2013 فكتب "خليط متجانس".
لم يترك مشذوب مجال الرواية فكتب "مدن الهلاك – الشاهدان" و"فوضى الوطن" في 2014، ثم "جريمة في الفيس بوك" و"آدم سامي - مور" في 2015، كما صدر عن كتابين في نفس العام هما "الحداثة وفن الفلم" و"الصورة التلفزيونية (الألفة، الفرجة، التكرار)"، وفي 2016 صدر له 4 كتب هم "تأويل التاريخ الإسلامي في الخطاب الدرامي التلفزيوني"، و"مقاربات نقدية في الصورة السينماتوغرافية"، "الصورة التلفزيونية من الهيولي إلى الصوفية".
وأصدر عدة أعمال روائية وأدبية منها "جمهورية الخان" و"مدن الهلاك – الشاهدان"، و"فوضى الوطن"، و"جريمة في الفيس بوك وآدم سامي – مور"، والمجموعة القصصية "ربما أعود إليك" و مجموعة آخرى بعنوان "زقاق الأرامل".