انطلاق فعاليات المؤتمر العالمى لـ «الأخوة الإنسانية» برعاية «بن راشد» وقمة تاريخية بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان
جانب من فعاليات مؤتمر«الأخوة الإنسانية» المنعقد فى الإمارات
افتتح وزير التسامح الإماراتى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، اليوم، أعمال المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية، الذى ينظمه مجلس حكماء المسلمين تحت رعاية نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبى الشيخ محمد بن راشد، ضمن فعاليات الزيارة التاريخية لشيخ الأزهر وبابا الفاتيكان إلى الإمارات.
وأشار «نهيان»، خلال كلمته، إلى أن المؤتمر يُعد تعبيراً قوياً عن رؤية شيخ الأزهر والبابا فرانسيس لدور الإمارات فى نشر السلام والمحبة والتركيز على مفهوم «الأخوة الإنسانية»، وأن المؤتمر يمثل حدثاً تاريخياً عظيماً لأنه يجمع بين اثنين من رموز السلام والتسامح فى العالم، فالإمام الأكبر وبابا الفاتيكان يجسدان بشكل حقيقى قيم الأخوة الإنسانية والمحبة والتآلف ونبذ العنف.
وأوضح «بن مبارك» أن المؤتمر يهدف إلى ترسيخ مفهوم الأخوة الإنسانية والقواسم المشتركة التى من الممكن أن تواجه العديد من التحديات الدولية كالإرهاب والتطرف وظواهر الفقر والجهل، كما يُعد فرصة نادرة للعالم أجمع يجب الاستفادة منها، وذلك من خلال بناء شراكات دولية بين الأديان، خاصة فى ظل وجود هذين الرمزين الدينيين الكبيرين، لما لهما من خبرة كبيرة فى ترسيخ قيم التسامح والحوار والتعايش المشترك.
وتستضيف العاصمة الإماراتية «أبوظبى» لقاء قمة تاريخياً بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان، وهو يُعد اللقاء الخامس الذى يجمع بين الرمزين الدينيين الأكبر فى العالمين الإسلامى والمسيحى. وقالت وكالة أنباء «الشرق الأوسط»: «نجح الإمام الطيب والبابا فرانسيس فى نسج علاقة أخوية عميقة بينهما، قائمة على التلاقى الفكرى والإيمان العميق بالقيم الإنسانية المستمدة من تعاليم الأديان، والسعى بدأب من أجل تشييد جسور الحوار والتعايش بين البشر على اختلاف أديانهم وثقافاتهم، إضافة إلى تمتع كليهما بمسحة شخصية تميل للزهد والبساطة والتعاطف العميق مع الفقراء والمحرومين».
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن المؤتمر يُعقد فى المكان المناسب والزمان المناسب، وأن الإمارات تُعد من الفضاءات المعدودة فى هذه المنطقة من العالم التى تحفل بالتنوع الإنسانى والأخوة البشرية بمعناها الحقيقى، بل إن تجربتها المعاصرة قائمة على هذا التنوع.
وزير التسامح الإماراتى: «الطيب» و«فرانسيس» يجسدان قيم المحبة والأخوة الإنسانية.. و«أبوالغيط»: الأديان أكبر محرك لفكرة المساواة فى الكرامة الإنسانية
وأوضح، خلال كلمته، أن الأديان جميعها، والتوحيدية منها على وجه الخصوص، خاطبت الإنسان بوصفه إنساناً، ولم تخاطب قبيلة بعينها أو جنساً بذاته، فالقاسم المشترك بين الأديان التوحيدية جميعاً هو أن رسالتها تخاطب الإنسان، أى إنسان وكل إنسان، بلا تمييز أو تفرقة، وبذلك كانت هذه الأديان أكبر محرك لفكرة المساواة فى الكرامة الإنسانية عبر التاريخ.
وشدد «أبوالغيط» على أن حضارة الإسلام فى عصورها الزاهرة استوعبت الروم والفرس والترك واليهود والمسيحيين، حتى صاروا مساهمين حقيقيين فى صناعة الحضارة والعمران، معتبراً أن «الأخوة الإنسانية والتسامح صنوان لا يفترقان، والبشر مختلفون فى الأفكار والعقائد والعادات، كما أن مفهوم التآخى الإنسانى لا يهدف إلى تنميط البشر أو حملهم على إنكار ما بينهم من اختلاف، ففى اختلافهم رحمة، والأخوة بين البشر تقوم فى حقيقة الأمر على فضيلة التسامح».
من جانبها، أكدت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أهمية الأخلاق والعودة للمبادئ والقيم العربية الأصيلة التى عُرفت بها مجتمعاتنا تاريخياً، لإحياء مبادئ الأخوة الإنسانية وتطبيقها.
وأضافت: «هناك جهد تبذله القيادات الدينية لتصحيح المفاهيم وتوحيد الخطاب للمواطن»، مشيرة إلى قيام الإمام الأكبر بتنظيم مؤتمر «صنّاع الحياة» فى لندن بمشاركة شباب من كافة دول العالم. وأضافت، فى كلمتها بفعاليات جلسة «منطلقات الأخوة الإنسانية»، أن «الرئيس عبدالفتاح السيسى يهتم بإحياء الأخلاق ويتطرق دائماً إليها فى حديثه، وبالقرارات التى تطبق مبادئ العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى مبدأ المواطنة، حيث إن كل المصريين متساوون فى الحقوق والواجبات، فضلاً عن تطوير الخطاب الدينى وتطوير التعليم بداية من المعلم، وجهد وزارة التعليم المصرية فى إحياء الأخلاق، وتقديم التربية فى المدارس بالتوازى مع العلم».
واقترحت الوزيرة عقد لقاءات فى جامعة الدول العربية للاستفادة من الخبرات الإماراتية والمصرية وغيرها فى قوانين الأخوة الإنسانية وإحياء الأخلاق العربية الأصيلة.
وكان الإمام الأكبر قد غادر، مساء أمس، القاهرة إلى دولة الإمارات للمشاركة فى أعمال المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية.
وقالت المشيخة، عبر موقعها الرسمى: «تحظى زيارة شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان باهتمام غير مسبوق، إماراتياً وعربياً ودولياً، حيث تُعد الزيارة الأولى لأحد بابوات الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية، كما أنها تعكس مكانة الأزهر وإمامه الأكبر، كأكبر مرجعية دينية فى العالم الإسلامى، وكونه المؤسسة الأكثر تعبيراً عن سماحة الإسلام وتعاليمه الوسطية المعتدلة».
وأشادت المشيخة بالدور المحورى لدولة الإمارات فى دعم قيم التسامح والحوار والسلام، حيث يعيش على أرضها عشرات الجنسيات من مختلف الأعراق والأديان، فى إطار من الالتزام بقيم المواطنة والعيش المشترك.
ويهدف المؤتمر، بحسب بيان لمجلس حكماء المسلمين، إلى تأكيد الأخوة الإنسانية، وفتح آفاق للحوار والنقاش حول مضمونها وقيمها الأساسية والمرتكزات التى تقوم عليها، وما قد يواجهها من عقبات وتحديات، وما يتطلبه ذلك من ضرورة ترسيخ قيم التسامح والحوار والتعايش، ورفض خطاب الكراهية والعنف والعزلة، وإرساء ثقافة السلم بديلاً للعنف والنزاعات العقائدية والعرقية.