"رسالة تعايش وتكامل".. ما دلالات برقية بابا الفاتيكان لـ"السيسي"؟
بابا الفاتيكان و"السيسي"
أنهى البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، زيارته التاريخية لدولة الإمارات، بإرسال برقية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وجاء نص البرقية: "الرئيس السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، أثناء عودتي من دولة الإمارات، أرسل إليكم بخالص أمنياتي لفخامتكم، ولكل المواطنين، وأوكد لكم صلاتي لكل شعب مصر".
كما أرسل البابا فرنسيس، برقيات لكل من رؤساء دول: "الإمارات، السعودية، البحرين، واليونان".
وقال المفكر القبطي جمال أسعد، إن الزيارة تاريخية بكل المقاييس، لأنها خطوة جادة وقوية نحو فتح الباب الحقيقي لتصحيح الفكر الديني بشكل عام وليس الخطاب الديني، لافتًا إلى أن الفكر الديني ليس الاسلامي فقط، وإنما الفكر الديني في المطلق، سواء كان مسيحي أو يهودي، يحتاج إلى تصحيح بحيث يقبل الجميع التعايش مع الآخر.
وأضاف أسعد لـ"الوطن" أن إصلاح الفكر الديني كان خطوة بدأها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكانت البداية الحقيقية من زيارة البابا فرنسيس لمصر في 2017، خلال المؤتمر العالمي للسلام الذي نظمته مشيخة الأزهر.
ويرى المفكر القبطي أن معظم دول الخليج حذت حذو الرئيس السيسي في الاتجاه نحو تصحيح الفكر الديني، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي تشهد مرحلة انفتاح لم يمر عليها من قبل بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، بالإضافة إلى حركة التسامح والتعايش في دولة الإمارات، كما أن البحرين تسير على نفس النهج.
وأشار إلى أن ما يحدث في الدول الأربعة يدل على أن المنطقة تسير في الطريق الصحيح نحو التعايش وقبول الآخر، مع الوضع في الاعتبار أن الدول الأربعة متفقة وموحدة في المواقف السياسية والفكرية، وجميعها أسباب ودلالات تجعل البابا فرانسيس يختصها بتلك البرقية.
وأوضح المفكر القبطي، أن اليونان رابط بين المنطقة وأوروبا، كما أنها بوابة حضارية تاريخية وكان لها دور تاريخي في الفكر والثقافة والفلسفة والأديان بتعددها، وكونها دولة مسيحية أوروبية وصلتها نفس البرقية من البابا فرانسيس، والتي أرسلها لدول عربية إسلامية، يعتبر إشارة إلى التكامل والتعايش كرسالة يريد بابا الفاتيكان إيصالها للعالم.