مصر تبحث عن أسواق بديلة للحاصلات الزراعية فى «فروت لوجيستيكا» بألمانيا
عدد من المشاركين فى معرض «فروت لوجيستيكا» فى برلين
يبحث مصدرو الحاصلات الزراعية المصرية التوجه لأسواق جديدة لزيادة قيمة وكمية الصادرات من ناحية، وتخفيف وطأة الأزمات التى شهدتها الأسواق التقليدية، وعلى رأسها دول الخليج، من ناحية أخرى. ومثلت المشاركة المصرية فى معرض «فروت لوجيستيكا»، المقام حالياً بالعاصمة الألمانية برلين، بداية واضحة للمصدرين لوضع خطة لفتح أسواق جديدة، ربما كان أبرزها وأهمها أسواق دول شرق آسيا، فى وقت رهن المصدرون فيه زيادة التصدير بانضمام مصر إلى اتفاقية «يوبوف» الخاصة بحماية الملكية الفكرية للأصناف النباتية.
وشهد المعرض الزراعى، الذى يعد أهم وأكبر تجمع لمصدرى الحاصلات الزراعية فى العالم، مشاركة نحو ٧٣ شركة مصرية تمثل كبار اللاعبين فى مجال التصدير. ويأتى المعرض فى وقت واجهت فيه صادرات الحاصلات عدداً من المشكلات فى أسواق الخليج بعد حظر بعض المنتجات فى أوقات سابقة، كان آخرها قرار السلطات السعودية حظر البصل.
وحسبما قال عبدالحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديرى للحاصلات، فإن المصدرين يبحثون التوجه خلال الفترة المقبلة إلى أسواق مثل الفلبين وتايلاند بهدف فتح منافذ جديدة للمنتجات المصرية وزيادة حصيلة التصدير من العملة الصعبة. وأكد «الدمرداش»، فى تصريحات على هامش المعرض، أن الأسواق الأفريقية قد تكون فرصة جيدة.
«الدمرداش»: الفلبين وتايلاند أبرز الأسواق المستهدفة.. و«هيكل»: إسرائيل لا تمتلك أرضاً ولا مياهاً ودخلها من الزراعة أكبر منا
وتعتبر المشاركة فى معرض «فروت لوجيستيكا» من جانب الشركات المصرية إحدى وسائل المصدرين لاستكشاف الفرص الجديدة فى أسواق الحاصلات الزراعية. وأوضح رئيس المجلس التصديرى أن المعرض يشهد حضور ما يقرب من 3200 عارض من جميع أنحاء العالم من كبار ومتوسطى وصغار المصدرين بالعرض على مساحة تزيد على 132 ألف متر مربع، مشيراً إلى أن عدد الزائرين للمعرض بلغ خلال الدورة الأخيرة فى 2018 ما يزيد على 78 ألف زائر من 130 دولة، منهم 82.5% من خارج ألمانيا.
وأكد «الدمرداش» أن المجلس يقوم حالياً بالتعاون مع الجهات المعنية ببحث أوجه الدعم الفنى للمزارع والشركات المصدرة للتوافق على متطلبات سلامة الغذاء فى الدول المستوردة ومستوى الجودة المرجو لضمان الحفاظ على سمعة الصادرات الزراعية بالخارج. وفيما يتعلق بالمشاركة المصرية بالمعرض أكد «الدمرداش» أهمية وجود مصر فى مثل هـذه المعارض والملتقيات، باعتبارها بوابة مفتوحة للانتشار العالمى والتعرف على أحدث ما وصل إليه العالم فى مجال إنتاج وتعبئة وتغليف المحاصيل الزراعية، فضلاً عن كونه فرصة جيدة لعرض المحاصيل الزراعية التى تتميز بها مصر. وتتصدر صادرات الفواكه الطازجة صادرات قطاع الحاصلات الزراعية فى مصر لموسم 2017- 2018، التى بلغت نحو 1.2 مليار دولار تتصدرها صادرات الموالح، تليها صادرات العنب والرمان والفراولة. وتأتى صادرات الخضر الطازجة فى المرتبة الثانية حيث بلغت نحو 561 مليون دولار تتصدرها صادرات البطاطس والبصل والطماطم الطازجة والفاصوليا الخضراء.
وقال على عيسى، رئيس جمعية رجال الأعمال وأحد كبار مصدرى الحاصلات، إن اتفاقية «يوبوف» ليست عيباً أو خطيئة، موضحاً أن الفلاح المصرى لن يخسر عند انضمام مصر إلى الاتفاقية التى تنص على حماية حقوق الملكية الفكرية للسلالات الزراعية الجديدة. وأضاف: كل القطاعات الاقتصادية فى مصر خاضعة لحقوق الملكية الفكرية باستثناء الزراعة، للأسف كل الدول سبقتنا فى هذا الأمر. وأشار إلى أن المصدرين المصريين لديهم القدرة على زيادة الصادرات، مع إزالة المعوقات، مؤكداً أن قيمة صادرات القطاع لم تكن تتجاوز حاجز ٤٥٠ مليون دولار فى العام ٢٠٠٥ وارتفعت إلى ٢.١ مليار دولار تقريباً. وخلال فعاليات المعرض، قال أسامة هيكل، رئيس لجنة الإعلام بمجلس النواب، الذى شارك مع وفد برلمانى فى افتتاح المعرض، إن المستثمر الزراعى لا يلقى دعم الدولة، رغم أن مصر دولة زراعية فى المقام الأول، مضيفاً: بالمقارنة بإسرائيل سنجد أن دخلها أكبر بكثير من قطاع الزراعة المصرى، رغم أنها لا تمتلك أراضى ولا موارد مائية مثل مصر.