من عتبة المدرسة إلى «استقبال المستشفيات»: مصروفات بالآلاف لا تحمى من الخطر
الطفلة «مريم»
فرحة شديدة بالعام الأول للصغيرة مريم ضاحى إبراهيم، آخر العنقود فى بيتهم الصغير بالمجاورة 39 فى العاشر من رمضان، بحث مضنٍ عن مدرسة جيدة قضاه والداها قبل أن يستقرا على إحدى المدارس الدولية فى محيطهم، لتدخل الصغيرة مدرسة مختلفة عن تلك التى التحقت بها شقيقتها الكبرى، بدأت المدارس مبكراً بحسب توجيهات وزير التعليم، والتزمت والدتها بـ«باص المدرسة»، حيث لم تقض بمدرستها سوى أسابيع قليلة، قبل أن يدهسها «الباص» أمام والدتها قبل شهر.
تروى والدتها حنان مجدى، وقائع دهس «مريم»، أربع سنوات، يوم 18 ديسمبر 2018: «كنت واقفة لها فى البلكونة كالعادة، وصل الباص قدام البيت، لكن البنت نزلت لوحدها، مبقتش مصدقة، ولسة هانده عشان المشرفة تعديها لاقيت البنت لسة بتعدى من قدام الباص وهو بيتحرك وبيدوس عليها».. تصرف غير معهود من المشرفة أو الأوتوبيس الذى جرى تغييره قبل أسبوعين من الواقعة: «فى بداية الدراسة كانت بنتى بتركب أوتوبيس كبير عليه اسم المدرسة وفيه مشرفة قديمة وفاهمة شغلها، لكن مع زيادة الأعداد جابوا ميكروباص جديد بالوردية يجيب ويودى ومشرفة جديدة غير القديمة».
لم تلق الأم بالاً لمسألة وجود اسم المدرسة على الميكروباص الجديد، على الرغم من قيامها بدفع مصروفات «الباص» فى المدرسة كاملة، إلا أنها عقب الحادث بدأت استيعاب معنى غياب الاسم عن الأوتوبيس: «ببساطة هم غير مسئولين لأن اسمهم بعيد».
سبعة آلاف جنيه مصروفات المدرسة و3300 جنيه مصروفات الباص، لم تكن كافية للعناية بالصغيرة التى جرى دهسها أمام منزلها: «كنت واقفة مذهولة، أخويا كان واقف معايا صرخ عشان الأوتوبيس يقف وميكملش، فعلاً السواق نزل، وشالها حطها فى الميكروباص وجرى بيها على المستشفى ومعاه بقية الأطفال، وأخويا نزل جرى يلحقها وأنا واقفة فى مكانى مكنتش قادرة أتحرك لما استوعبت حصّلته على المستشفى وطبعاً كل أولياء الأمور فى اليوم ده تسلموا ولادهم من المستشفى».
هكذا ركضت الأم خلف الخال ومن ورائهما الأب إلى المستشفى الذى أجرى الإسعافات اللازمة قبل أن تخبرهم بضرورة نقلها إلى مستشفى أكبر، لكن الأمر لم يخل من استفزازات داخل المستشفى: «السواق والمشرفة جم المستشفى واستفزوا أخواتى وحصلت مشادة واتقلبت الآية وهم اللى عملوا فينا محضر».
لم تقف المعاناة عند هذا الحد، حيث آل المحضر ضد المدرسة إلى لا شىء: «لما عملنا محضر المشرفة قالت اسم المدرسة غلط وهى الدولية للغات، وطبعا الميكروباص بالوردية والسواق مش متسجل إنه شغال فى المدرسة، والمشرفة كان بقالها شهرين بس يعنى ملهاش تأمينات، مشوها واتحولت الحادثة لحادث سير عادى، ومخدناش حق ولا باطل».
أكثر من 50 ألف جنيه كانت كلفة المستشفى تكبدتها العائلة فى المقابل لم تحاول المدرسة الدولية المساهمة بشىء: «المدرسين بتوعها جم زارونا هم ومديرة المدرسة وبعتولنا ظرف مع المدرسين فيه 5 آلاف جنيه».