«الحب في الإسلام»: «من عشق فعف فكتم فمات مات شهيدا»
صورة أرشيفية
نشرت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي فتوى للدكتور علي جمعة، مفتي الديار السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، بشأن معنى الحب في الإسلام.
وقالت الدار، إن الحب معنى نبيل جاء به الإسلام ودعا إليه، فقال تعالى «ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»، وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».
وأضافت أنه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في» رواه مالك في "الموطأ" بسند صحيح، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني بحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي» رواه الترمذي وصححه الحاكم.
وتابعت بأن المسلم محب لكل خلق الله تعالى، يرى الجمال أينما كان، ويعمل على نشر الحب حيثما حل، فهو رحمة للناس يحسن إليهم ويرفق بهم ويتمنى الخير لهم، متأسيا في ذلك بالنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي وصفه ربه سبحانه وتعالى بقوله «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وعظمه بقوله «وإنك لعلى خلق عظيم».
وأوضحت أنه ليس الحب حراما في أي حال من الأحوال، إلا أنه لا يجوز الخلط بين هذا المعنى السامي الرفيع وبين ما يجري بين الجنسين من العلاقة المحرمة والانقياد لداعي الشهوة واللهاث وراء لذة الجسد في الحرام بدعوى الحب؛ فإن في ذلك ظلما لهذا المعنى الشريف الذي قامت عليه السماوات والأرض «فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين».
وقالت الدار: «جعل الله تعالى الزواج باب الحلال في العلاقة والحب بين الجنسين، فمن ابتلي بشيء من ذلك فليكتمه إن لم يستطع الزواج بمن يحب؛ لما ورد في الحديث: (من عشق فعف فكتم فمات مات شهيدا).. أخرجه الخطيب البغدادي وغيره وقواه الحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري في رسالة مفردة أسماها "درء الضعف عن حديث من عشق فعف"».