يحتفل العالم اليوم بيوم الإذاعة، والمخصص له الثالث عشر من فبراير، لأن الأمم المتحدة أنشأت في مثل ذلك اليوم من عام 1946 إذاعة الأمم المتحدة، ومقاصد هذا اليوم هي إذكاء الوعي بين الجمهور ووسائل الإعلام بأهمية الإذاعة
وللإذاعة المصرية حكايتها منذ النشأة، وبثها بالمحروسة، على يد الطالب حبشي جرجس، الذي لم يتخيل وهو يغادر وطنه إلى إنجلترا في عام 1922 لدراسة الهندسة اللاسلكية، أنه سيعود يومًا إلى وطنه رائدًا وصاحب التجربة الإذاعية الأولى.
تسرد "الوطن" حكايات الإذاعة المصرية، حسبما ذكرها كتاب "موسوعة تراث مصري" لأيمن عثمان، حيث عاد جرجس حبشي عام 1927، بعد 5 سنوات قضاها في إنجلترا للدراسة وفي داخله خبرة اكتسبها وعلم تشبع به.
فترة عودة "حبشي" لم تكن في مصر محطات إذاعية باستثناء محطة تابعة للبريطانيين، تخدم أهدافهم وثقافتهم ويستمع إليها عدد من الأثرياء.
"الإيد قصيرة"، القول الذي كان، فعليا، يقف حائلا بين "حبشي" وحلمه في إنشاء المحطة، حتى لجأ إلى وكالة البلح يبحث في مخلفات الحرب العالمية الأولى، وبعد بحث طويل وجد هدفه في "وكالة إلياس شقار"، ووجد بها ما بقي من محطة إذاعية كانت مستخدمة في الحرب لا يعرف قيمتها إلياس، وكان يعدها للصهر وإعادة سبكها أدوات منزلية، ولم يتنازل عنها قبل أن يعرف قيمتها وبعدما أخبره "حبشي" فأعجبت الفكرة التاجر ووافق على منح "الخردة" إليه، بشرط أن يكون شريكًا له، وحصل من التاجر على 600 جنيه لاستكمال المشروع.
في منزل إلياس شقار، بشارع شبرا، كان المقر الأول لمحطة "إذاعة حبشي"، وأجرى "حبشي" فيها تجاربه حتى نطقت، وانتقلت من شارع شبرا إلى شارع الجيش قرب ميدان القبة، ولخلافات إدارية أنهى الشريكان الشراكة، واستبدل "حبشي" التاجر بأحمد فريد الرفاعي وإسماعيل وهبي، شقيق الفنان يوسف وهبي، وانتقلت المحطة إلى مقرها الأخير في منزل "الرفاعي" الكائن بشارع النجوم بحدائق القبة.
كانت المحطة تذيع أغاني لصالح عبدالحي، محمد عبدالوهاب، أم كلثوم، أسمهان، بديعة مصابني، فريد الأطرش، وغيرهم، وكانوا لا يتقاضون أجورا مقابل حق الإذاعة.
كما كانت برامج المحطة تبدأ في السابعة صباحًا بتلاوة القرآن الكريم، ثم نشرة الأخبار، ثم التعليق على الأنباء، ثم إذاعة أسطوانات غنائية، ثم برنامج "ما يهم المرأة"، وفي السهرة برنامج "طبيب العيلة"، وفي رمضان كانت المحطة تقدم فوازير، والجوائز تقدم من بعض المحلات التجارية على سبيل الدعاية.
تعليقات الفيسبوك