«الصحة العالمية»: 2 مليار مسن فى العالم قبل 2050
زيادة معدل كبار السن فى العالم
يعتبر التقدم فى عمر السكان أحد أكبر التحديات التى تواجه العالم، وذلك على المستويين الاجتماعى والاقتصادى، وتتوقع الإحصاءات زيادة فى عدد ونسبة كبار السن، الذين يبلغون 65 سنة فأكثر، مع زيادة سريعة بشكل خاص فى عدد كبار السن، الذين تتراوح أعمارهم بين 85 سنة وأكثر، ومن المتوقع أن يكون لهذه التطورات الديموجرافية تأثير كبير على مجموعة واسعة من السياسات، بعضها مباشر يتعلق بمتطلبات الرعاية المختلفة لكبار السن، والبعض الآخر يتعلق بأسواق العمل، ونظم الضمان الاجتماعى والمعاشات، والفرص الاقتصادية، فضلاً عن التمويل الحكومى.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن سكان العالم أصبحوا يشيخون بسرعة؛ فالتقديرات تشير إلى أن نسبة كبار السن فى العالم ستتضاعف من 12% إلى 22% ما بين عامى 2015 و2050، وهذا يعنى زيادة متوقعة من 900 مليون إلى مليارى شخص فوق الـ60. وأن كبار السن يواجهون تحديات صحية وبدنية ونفسية خاصة، ينبغى الاعتراف بها.
وضمن تلك التحديات أن أكثر من 20% من البالغين بأعمار 60 سنة فما فوق، يعانون من اضطراب نفسى أو عصبى، وأكثر الاضطرابات العصبية النفسية شيوعاً فى هذه الفئة العمرية هى الزهايمر والاكتئاب.
وبحلول عام 2050 سيكون هناك مليارا شخص من كبار السن على سطح الأرض، ما يمثل نسبة 20% من السكان، وبما أن الأشخاص فوق الستين من العمر لهم مطالب حياتية مختلفة عن الأطفال أو الشباب، فإن العالم سيكون مضطراً للتكيف مع تغييراته الديموجرافية، وتبنى سياسات تستوعب هذه الأعداد، ولكن ليس من الواضح كيف سيحدث هذا.
وتحاول بعض البلدان اتخاذ بعض الخطوات الانتقالية فى هذا الإطار، وعلى هذا الأساس قامت مجموعة من الباحثين من الولايات المتحدة وسنغافورة وشبكة أبحاث مجتمعات الشيخوخة بتصنيف 18 دولة على مقياس أطلق عليه المقياس الاجتماعى للشيخوخة، وفيه تعطى الدول مجموعاً من مائة نقطة يعتمد على عدة عوامل تبين مدى الدعم الذى يحصل عليه كبار السن.
20% من «العواجيز» الأمريكيين معرضون للفقر.. والفرنسيون والبريطانيون يحصلون على معاش من الدولة
تتضمن العوامل المذكورة الإنتاجية والمشاركة، أى عدد الفرص المتاحة للمسنين للمساهمة فى المجتمع وإحصاء العمالة التى تزيد أعمارها على 65 عاماً، وساعات العمل التطوعى لمن هم فوق 65 عاماً، والفرص التعليمية غير الرسمية، وكذلك الرفاة بقياس جودة الحياة ومستوى الرضا عنها لمن هم فوق 50 عاماً.
وهناك أيضاً عامل المساواة والعدالة المادية بالنسبة لكبار السن مقارنة بالشباب، والتماسك ويعبر عن العلاقات بين المجتمعات الشابة والأجيال الأكبر سنا، وأخيراً الأمن، أى قياس الأمن المادى والمالى الممنوح لكبار السن، ويقاس بالدخل، ورواتب التقاعد، والسلامة البدنية، والديون الحكومية الخارجية.
وجاءت النرويج فى المرتبة الأولى، تليها السويد، ثم الولايات المتحدة، ثم هولندا، فاليابان خامسة، تليها إيرلندا، فالدنمارك، فألمانيا، ففنلندا، ثم إسبانيا، والمملكة المتحدة، والنمسا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسلوفينيا، وأستونيا، وبولندا، وفى المرتبة الأخيرة المجر.
وقد جاءت نتائج الولايات المتحدة بترتيبها فى المركز الثالث مثيرة للاهتمام بالنسبة للخبراء، ومع ذلك، فإن أمريكا لديها تصنيف منخفض بخصوص العدالة الاقتصادية نظراً لأن أكثر من 20٪ من الأشخاص فوق الستين معرضون لخطر الفقر، مقارنة بـ12.5٪ لباقى الدول المدرجة فى الدراسة، كما سجلت مستوى ضعيفاً بما يتعلق بالأمن بسبب مستويات الديون الحكومية ومستويات الرعاية الطبية الحكومية المقدمة لمن تجاوزت أعمارهم 65 عاماً. وتعانى البلدان التى سجلت أدنى المستويات من انخفاض متوسط الأعمار فيها، وانخفاض جودة الحياة وأعمار التقاعد. ولاحظت الدراسة أنه حتى الدول الاسكندنافية الأفضل أداء ما زال لديها مجال للتطور، وبحلول عام 2020 سيكون عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة أكبر من عدد الأطفال الذين تبلغ أعمارهم خمس سنوات أو أقل.
وخلصت دراسة علمية جديدة، نشرتها صحيفة «لوكال» الفرنسية إلى أن كبار السن والمتقاعدين يتمتعون بنوعية حياة أفضل فى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مقارنة بفرنسا، وربما يكون هذا بمثابة مفاجأة لآلاف من الوافدين المتقاعدين الذين جاءوا إلى فرنسا للاستقرار، لأنها تشتهر على مستوى العالم بنظام الرعاية الصحية الممتازة، كما أنها تمتلك أحد أطول معدلات العمر المتوقع فى العالم، لكن قائمة مؤشر «جلوبال إيدج ووتش» السكانية التى ضمت 96 دولة، أتت فرنسا فى المرتبة 16، فى حين حصلت بريطانيا على المركز 11، وحلت الولايات المتحدة فى المرتبة الثامنة، وتصدرت النرويج والسويد المركزين الأول والرابع، وجاءت أفغانستان فى المركز الأخير خلف موزمبيق مباشرة. وتشير الدراسة، التى اعتمدت على قياس الدول وفقاً للرفاة الاجتماعية والاقتصادية لكبار السن، إلى أن فرنسا لديها 15.8 مليون شخص تزيد أعمارهم على 60 سنة، أى نحو 24.5٪ من السكان، وسترتفع هذه النسبة إلى 31٪ بحلول عام 2050، حسب توقعات الدراسة. وأشار المؤشر إلى أن فرنسا لديها أقوى أداء فى مجال الأمن الداخلى، كما أن لديها واحداً من أدنى معدلات الفقر بين كبار السن، وأحد أعلى معدلات الرفاهية النسبية، وتحتل مرتبة عالية «رقم 7» فى العالم فى مجال الصحة، ولكنها تحتل المرتبة الأدنى عندما يتعلق الأمر بمفهوم السلامة والرضا فى وسائل النقل العام. وتابعت الدراسة أن 100% من كبار السن الفرنسيين والبريطانيين ممن تزيد أعمارهم على 65 سنة يحصلون على معاش تقاعدى، بينما ينخفض العدد إلى 92٪ فى الولايات المتحدة، وربما نتيجة لذلك فإن 61٪ من كبار السن فى الولايات المتحدة يعملون، مقارنة بـ44٪ فى فرنسا. وبينما يواجه الأمريكيون معدلاً أعلى بكثير من الفقر مقارنة بنظرائهم فى المملكة المتحدة وفرنسا، فنحو 15% من كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة فى الولايات المتحدة هم فقراء، بينما تقل النسبة فى بريطانيا عن الثلث، وثلاثة أرباعهم فى فرنسا. وأشارت إلى أن ارتفاع معدل أعمار كبار السن العاملين أمر جيد وأشاروا إليه على أنه يمكن وصفه بـ«التمكين الاقتصادى»، وذلك على الرغم من أن فرنسا تحارب البطالة المعتادة، قد لا يضطر الكثير من المتقاعدين إلى العمل لأنهم يحصلون على معاشات تقاعدية.
ووفقاً للدراسة، فإنه من المتوقع أن يعيش كبار السن من الفرنسيين حتى 85 عاماً، فى حين أن نظراءهم فى المملكة المتحدة والولايات المتحدة قادرون على الأقل فى العيش حتى سن 83 و84، على التوالى. ويمكن للمواطن الفرنسى أن يتوقع أن يعيش ما يقارب 19 عاماً بصحة جيدة حتى يبلغ الستين، فى حين يبلغ العمر المناظر بالنسبة إلى الأمريكيين والبريطانيين 17.5 عام تقريباً، لذلك لا يعيش الفرنسيون فترة أطول فحسب، بل من المرجح أن تكون الجودة الإجمالية لسنوات حياتهم المتبقية أفضل بسبب الصحة الجيدة.
وبالنسبة للشعور بالأمان، فإن 62٪ من الفرنسيين المسنين يشعرون بالأمان أثناء سيرهم بمفردهم ليلاً فى حيهم أو بلدتهم. بينما قفز الرقم إلى نحو 70٪ مقابل نظرائهم فى أمريكا والمملكة المتحدة.