جيران وكالة «العنبريين» يواجهون التراب بـ«الكمامة والمكنسة»
صاحب محل ينظف بضاعته بجهاز طارد الأتربة
«المكنسة هى الحل»، شعار رفعه أصحاب المحلات الموجودة بمحيط وكالة «العنبريين» بالغورية عقب قرار إزالتها، بعد أن تحول المكان من ساحة تفوح منها روائح العطور الجميلة إلى أطلال ينتشر بها الغبار والأتربة.
مخلفات الإزالة تتراكم أمام المحال وتعطل أصحابها عن العمل
خسائر قرار الإزالة طالت أصحاب محلات الأقمشة والعطارة والتحف الواقعة خلف الوكالة، فأخذوا ينعون حظهم من تعشيش الأتربة بكل أركان المحلات، وداخل البضائع، وأصبح كل همهم إنقاذ بضائعهم، وقضوا ساعات يومهم الطويلة فى التنظيف باستخدام المكانس الكهربائية، محتمين بالكمامات من الغبار والأتربة.
رجب شعبان، صاحب محل عطارة، أخذ يرش المياه أمام عتبات المحل بيد، وبالأخرى يبعد الأتربة باستخدام مكنسة صغيرة: «الجو هنا يخنق، بقينا قاعدين بالكمامات طول الوقت، بعد ما كان الكل بيتحاكى بريحة العطور، وبنستلف المكانس من بعض عشان نلاحق على التراب».
يصمت «رجب» وينظر بحسرة على أطلال الوكالة، ويقول: «المكان كان ممكن يقعد ١٠٠ سنة كمان ومش هيحصل له أى حاجة، لكن كان فيه إصرار على هدمه، الواحد معدش شايف جمال المعز فى عيونه زى زمان، كنت كل يوم أصحى أملّى عينى من جمال المعمار، والسياح دائماً فى الشارع لأنه مكان تاريخى، دلوقت مين هييجى وسط الدمار ده؟!».
«من ساعة ما خطبت الدنيا باظت»، كلمات يستنكر بها «بكار»، أحد عمال الوكالة حال المنطقة: «الواحد قرف، بقالنا يومين بنشيل فى تراب وركش بنفسنا، وبندور على الباقى من محلاتنا»، الحال نفسه يعانى منه صاحب محل تحف و«أنتيكات»: «شغل النحاس هيبوظ من التراب اللى بقى متراكم عليه، ومفيش فايدة كل ما أمسحه يرجع يتعفر». «الهم طالنا إحنا كمان»، كلمات قالها أحمد على، صاحب أحد محلات الأقمشة، الذى قرر منذ انتهاء أعمال الهدم أن يبحث عمّا تبقى من محله تحت الأنقاض، ممسكاً بيده أجنة ومفك: «فيه حاجات ملحقناش نشيلها من المحلات بتاعتنا، وجايين ندور فى الكوم ده يمكن نلاقيها ونلحقها»، حيث فوجئ أصحاب المحلات بقرار الإزالة ولم يتم إبلاغهم بأنه سيجرى الأحد، اليوم الذى تكون فيه المحلات مغلقة: «المكان هنا تجارة أب عن جد، كل محل بيشغل ٥ عمال، ومش عارفين هنودى العمال فين».