وزير الخارجية الأسبق لـ"الوطن": المشاركة في مؤتمر "ميونخ" يؤكد قوة مصر
السفير محمد العرابي وزير الخارجبة الأسبق والزميلة عبير العربي وتصريحات حول الوضع في المنطقة
قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، وعضو مجلس النواب، إن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط تشهد واقعًا متغيرًا وغير مستقر منذ ما يقرب من 22 عامًا مضت على وجه التحديد، الأمر الذي أفرز عدد من الظواهر غير القليلة، استهدفت التقليل من قيمة الدولة المركزية والجيش التقليدي وتوغل الإرهاب، وكانت الرسالة هو تعزيز الجيش بشراء الطائرات والدبابات، في الوقت تواجه الجماعات الإرهابية بسيارات الدفع الرباعي في شل الحركة، لكن بالنظر في أداء الدولة المصرية نجد أنها استطاعت بالأرقام في عام 2018 التقليل من قدرات الإرهاب، ومنها ذهب إلى دول أخرى من خلال فكر آخر وهو الإرهاب العابر للحدود.
- مشاركة مصر في مؤتمر "ميونخ" يؤكد قوة الدولة المصرية
وأكد العرابي لـ"الوطن"، أن مشاركة مصر وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي بشكل رئيسي في أهم مؤتمر يحدث بالعالم عن الأمن القومي في ميونخ؛ لبحث السياسة الأمنية، يؤكد قوة الدولة والدور المصري، لما يشكله المؤتمر كمنصة فريدة من نوعها على مستوى العالم لبحث السياسة الأمنية، وهو ما يفسر قوة دور سياسة مصر الخارجية، والتي توصف بأنها سياسة دقيقة لا تميل إلى الانفعال، وأن السياسية الخارجية المصرية تشهد أزهى تعاملاتها في هذه المرحلة من عمر الوطن.
- ترأس مصر للاتحاد الإفريقي يؤكد عودة الدور الريادي في القارة السمراء
وأضاف أن العالم بأسره يقف أمام حدث سياسي مهم بعد تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئاسة الاتحاد الإفريقي بمقر الاتحاد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، من الرئيس الرواندي بول كاجامي، والذي يؤكد عودة الدور المصري الريادي في القارة السمراء، وتعزيز التعامل مع دول القارة الإفريقية.
وأشار العرابي، على هامش حضوره ندوة جمعية عمارة للمشاركة المجتمعية بالإسماعيلية، إلى أن السلاح أصبح هو الأهم في المنطقة بشكل لم نشهده من قبل، وصاحب ذلك أن عدد من الدول الناعمة "بالتوثيق السياسي" أصبح لها أسنان وأنياب وجيوش وتعمل خارج حدودها، تقوم بعمل عمليات في سوريا وليبيا واليمن ولم كن موجودة من قبل على هذه الصورة، إلا بعد أن أصبح لها شكل وطموحات عسكرية خارجية، ومن هنا تعددت ظاهرة القواعد العسكرية، فقد نجد دولة صغيرة الحجم تجد داخلها عساكر من الصين والإنجليز وفرنسا والإمارات، ولم يكن مألوف أن نفتح أراضينا للقواعد العسكرية، فنرى دول الجوار القوية أصبح لديها شهية التدخل في الأوضاع الداخلية بالمنطقة، منها إيران وتركيا، ونجد انقلاب تركيا إلى التسلل الخشن أكثر من إيران، وأصبحت تحتل أكثر من 3 دول "سوريا، العراق، وقطر".
وعن الوضع السوري داخل تلك التوصيف، أكد العرابي أنه بالنظر من هذه الزاوية نجد أن سوريا الآن بها قوات روسية والشرطة العسكرية الروسية هي التي تنظم المرور في شوارعها بجانب عساكر قطر وتركيا، وروسيا لأول مرة يكون لها عساكر على الأرض تحارب هناك وتتلقى الخسائر، وتواجد الشرطة العسكرية هو احتلال فعلي، ولأول مرة يتواجد الجيش الروسي في دولة عربية ولا نية لخروجه الآن.
وأعلن وزير الخارجية الأسبق، أن روسيا وإيران وتركيا تحالف استراتيجي ذات مستوى عالي جدًا وهدفها الاستراتيجي هي سوريا، من منطلق ما خلق للأرض سيظل على الأرض، وأن المعركة ضد داعش الإرهابي في سوريا اقتدت التعامل مع الأكراد، والمقابل إقامة كيان كردي على أرض سوريا، وفي المقابل يأتي الرفض التركي لهذا الأمر لكن الغرب يساند تماما هذا الكيان الكردي، ليتأكد من خلال هذا أن الدولة الإسلامية في سوريا لن تنتهي، ولكن ستظل بإمكانيات أقل ومساحة جغرافية أقل لا تتعدى نسبة الـ2%.
ووصف العرابي الوضع في المنطقة، سوريا، العراق، ليبيا، اليمن بأنه اختطف من الإرادة العربية، ولم يعد لهم قول فيما هو قادم، مؤكدا أن جميع المبعوثين الدوليين الذي تم اختيارهم جاءوا من دول الاحتلال داخل هذه البلاد، والتي وصفت بدورها الوضع تحت مفاهيم غريبة غير قادرة على اتخاذ حلول تتناسب مع ما يحدث في المنطقة، وبالتالي تتعرض المنطقة لحرب استنزاف لمواردها الاقتصادية، وأوضح مجددا على أن تحقيق الأمن بكلف الكثير من الأموال، في العراق الشوارع والمنشآت تحولت إلى حوائط أسمنتية، وحتى الآن لم يشهد المواطن العراقي أي ظواهر من التنمية، ولا زالت تحاول أن تحصل على التأييد السياسي لبعض الدول عن طريق شراء السلاح منها، وأصبحت حرب الاستنزاف تسرى في الجسد العربي دون سيطرة عليه.
- مصر لديها رؤية استراتيجية واضحة وقوية يجب احترامها
وأشار وزير الخارجية الأسبق، إلى أن هذا الزحام في المنطقة أصبح من الملزم لأي دولة أن يبدأ الأمن القومي لها من خارج حدودها ،ومصر تعد أحد الدول الناجحة في هذا الأمر وهو الخط الاستراتيجي الذي يجب التعامل معه ،وهو ما يفسر أن مصر لديها رؤية استراتيجية واضحة وقوية يجب احترامها.
وعن رؤيته للقضية الفلسطينية، أكد أن هذا الملف تراجع من اهتمام المنطقة والعالم ولم تصبح بقوة الدفع الماضية، وأصبحت القضية الفلسطينية منقسمة إلي قسمين شق شائك وهو ملف القدس واللاجئين وشق قابل للتفاوض وهو الأرض والسيادة.
وتابع أن خروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما أسماه صفقة القرن، ولا بوجد ما يسمى بهذا الاسم ولكن هناك مخطط ينفذه في هدوء، ومنها نقل مقر السفارة الأمريكية إلى تل أبيب ليخرج القدس من المعادلة، في ظل تعنت إسرائيل الواضح وعدم تقدم في الملف الفلسطيني الإسرائيلي، بجانب الانقسام الفلسطيني، مع ضعف موقف جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي.