لماذا تغيب الإرهابي عبدالسميع حميدة عن محاكمته في "بيت المقدس"؟
المتهم محمد عبد السميع حميدة
فجر الأربعاء الماضي، اقتادت قوات الأمن 3 إرهابيين من محبسهم بأحد السجون العمومية، إلى سجن الاستئناف بوسط القاهرة، ونُفذ في ثلاثتهم حكم الإعدام شنقا حتى الموت، لقتلهم الشهيد نبيل فراج، ونُفذ الحكم فيهم بعد استنفاد كافة درجات التقاضي.
وبينما انعقدت اليوم، الجلسة الـ70 في محاكمة المتهمين في قضية "أنصار بيت المقدس" برئاسة القاضي حسن محمود فريد شرع الحاجب في النداء على المتهمين.. قائمة طويلة، يتلوها الحاجب اسم وراء آخر.. يعقبه رد المتهم بشكل آلي: "آفندم" لكن صاحب الرقم 190 وهو المتهم محمد عبد السميع حميدة، لم يُجب النداء للمرة الأولى منذ 4 سنوات.
وعودة لفجر الأربعاء الماضي بين جنبات سجن الاستئناف في قلب القاهرة، كان المتهم محمد عبد السميع حميدة واثنان آخران هما فتحي النحاس ومحمد سعيد فرج يخطون خطواتهم الأخيرة في الحياة باتجاه غرفة نصف مظلمة لتنفيذ حكم الإعدام فيهم شنقا بعد إدانتهم نهائيا في قضية مقتل اللواء الشهيد نبيل فراج.
خطاب من مصلحة السجون تلقاه القاضي كشف سبب غياب المتهم حيث تلقى ما يفيد من قطاع السجون بتنفيذ حكم الإعدام في المتهم، فجر الأربعاء الماضي، بعد استنفاذه كافة درجات التقاضي فى قضية مقتل اللواء نبيل فراج، مساعد مدير أمن الجيزة الأسبق، والذي استشهد صباح يوم 19 سبتمبر 2013، بالتزامن مع بدء حملة أمنية مكبرة على كرداسة لضبط المتهمين بالهجوم على مركز الشرطة يوم فض اعتصامي الإخوان وقتل 13 من الضباط والأفراد.
"حميدة" لم يكن إرهابيا عاديا أو من الهواة، بل حمل معه إلى آخرته إدانات كافية بارتكاب جرائم الإرهاب وتمويله والانضمام لجماعة إرهابية غرضها تعطيل أحكام الدستور، وإشاعة الفوضى في البلاد، وقتل اللواء نبيل فراج، عمدا مع سبق الإصرار، والشروع في قتل أفراد الشرطة، وحيازة أسلحة نارية وثقيلة ومفرقعات، ومقاومة السلطات وحيازة أجهزة اتصالات دون تصريح من الجهات المختصة للمساس بالأمن القومي.
في قضية "بيت المقدس" التي تحمل رقم 423 لسنة 2013، حصر أمن الدولة العليا، تؤكد الإتهامات المنسوبة إليه، أنه لم يكن عاديا وأن تنفيذ حكم الإعدام كان جزاء وفاقا لما أتاه من أفعال إرهابية. ليواجه "حميدة" مع 212 آخرين_ بينهم متوفون أثناء نظر الجلسات، اتهامات بارتكاب 54 عملية إرهابية فى مختلف محافظات الجمهورية، بدء من عام 2013، كان أبرزها اغتيال النقيب محمد أبو شقرة فى سيناء، والمقدم محمد مبروك ضابط الأمن الوطني، ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية الأسبق، صباح يوم 5 سبتمبر 2013، وتفجير مديريتي أمن القاهرة والدقهلية، والهجوم على كنيسة الوراق، وعمليات أخرى.
بحسب المادة 14 من قانون الإجراءات الجنائية، فإن الدعوى الجنائية تنقضي بوفاة المتهم، وينطبق هذا على حالة "حميدة" فى قضية "بيت المقدس"، كونه توفى إلى رحمة الله "معدوما" فى قضية أخرى.
وفى نهاية الجلسة التى انعقدت اليوم قررت المحكمة برئاسة المستشار حسن محمود فريد، التأجيل لجلسة السبت 23 فبراير الجاري، لاستكمال سماع الشهود.