أحيانا قد يصاب شخص ما بحالة مرضية نادرة يعجز الجميع عن تفسيرها، وقتها يتعذب هذا الشخص وكل من حوله بسبب الألم الذي يعانيه، ومن تلك الحالات حالة مي حسين زكريا.
نشرت صحيفة "روزاليوسف"، عام 2007، تفاصيل حالة مي، التي عجز الأطباء والدجالون عن تفسيرها، إذ كان يتدفق من عينيها "النمل" بصورة غريبة.
الأمر بدأ عندما استيقظت مي من النوم ذات يوم، وحينها كانت تبلغ من العمر 13 عامًا، وهي تبكي وتصرخ من صداع رهيب، وتشكو من حالة غليان وكأن مسمارا ملتهبا غرس في عينيها، على حد وصفها، وتفاجئت بوجود سرب من النمل تحت جفنها السفلي.
تعجبت أمها، نصرة محمد الدسوقي، من هذا الأمر، وأزالت هذا السرب بقطعة من القماش النظيف، وظنت أنها هكذا تخلصت من النمل، لكنها كانت البداية.
بعد مرور ساعات تكرر الأمر، فذهبت الأم بابنتها إلى طبيب عيون أكد أن النمل دخل بمحض الصدفة إلى عينيها عن طريق الهواء، وأعطاها أدوية مسكنة لتهدئة العين من الإحمرار الذي أصابها.
ولكن في اليوم التالي تكرر السيناريو نفسه، فتركت الأم النمل في عيني ابنتها وذهبت بها إلى الطبيب لكي يتأكد أن وجوده ليس بمحض الصدفة، فأزال الطبيب النمل وبدأ بإجراء فحوصات طبية على قاع العين وتأكد من سلامتها طبيًا.
أصيب الطبيب بالحيرة، وتخلى عن العلم الذي درسه، ونصح الأم باللجوء إلى أحد المشايخ، لعل الأمر سحرًا، ومن هنا ذهبت نصرة بابنتها لأبواب المشايخ والقساوسة مرورًا بمن يعالجون السحر والأعمال السفلية، لكن كل ذلك دون جدوى.
ذات مرة نصحت إحدى جارات نصرة بالذهاب إلى شيخ يدعى حسن، في المطرية، وعندما ذهب ودخلت له، طلب منها الشيخ أن تأتي المرة التالية وهي مرتدية النقاب، وقال إن الأم مصابة بسحر، ولكن ردت عليه أم مي بأن العلة ليست فيها، وإنما في ابنتها، فأخبرتها ابنة الشيخ "اسمعي كلام سيدنا الشيخ لأنك السبب في مرض ابنتك، فالسحر الذي بك لحق بها".
دخلت الأم وابنتها بعدها إلى حجرة مليئة بالنساء، وبدأ الشيخ يتلو آيات قرآنية، وبعد الانتهاء من القراءة ذكر أن العلاج سيكون عن طريق زيت حبة البركة، وخير الأم بين شرائه من تاجر أو من عنده، ولضمان الجودة اشترته من الشيخ، وأعطاها شريط كاسيت عليه القرآن الكريم، وأخبرها أنه عليها سماعه يوميًا ودهان جسدها وجسد ابنتها بالزيت والاستحمام بأوراق مكتوب عليها بعض الآيات محذرا من إلقاء الماء في الخلاء.
خرجت الأم مصابة بيأس شديد، فقررت اللجوء لأهل العلم مرة أخرى، فذهبت إلى المستشفى العام بمدينة السلام، وفي العيادة الخارجية نصحوها بالذهاب إلى مركز الأبحاث الطبية، لأنهم لا يملكون علاجا لهذه الحالة، فخرجت واليأس قد نهشها.
بعدها ذهبت إلى شيخ آخر قريب من منزلها، فأخبرها أن ابنتها مسحورة ويجب علاجها عن طريق جلسات مكثفة، ولكن لم يفلح الأمر أيضا، ونصحها جيرانها المسيحيين بالشارع، الذي يسكنه كثير من الأقباط، بالذهاب إلى الكنيسة ليفحصوها هناك، وفي مساء أحد الأيام جاءت جارتها ببعض الماء من الكنيسة لتشربه مي، ولكن كل الوصفات لم تفلح.
تعليقات الفيسبوك