بروفايل| القمص صليب متى ساويرس.. "الطيبون يرحلون فجأة"
القمص صليب متى ساويرس
"الطيبون هم من يرحلون فجاءة"، جملة عادة ما تردد مع تشييع من لا ينسوا أبدا أوأصحاب القلوب الرحيمة إلى مثواهم الأخير، ولعل رحيل القمص صليب متى ساويرس، أمس عن عمر ناهز 75 عاما، كان سببا لترديدها.
الكاهن الذي رسم قسا على يد البابا الراحل كيرلس السادس عام 1969 لكنيسة مارجرجس الجيوشي بمنطقة شبرا بالقاهرة، كان مثالا لرجل الدين الوطني، المؤمن بالعيش المشترك وقبول الآخر، والذي ترجم ليكون أول كاهن في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفي مصر، يقيم مأدبة أفطار رمضان بحي شبرا، وهى المأدبة التي حولتها الكنيسة لمأدبة أفطار سنوية في عهد البابا شنودة الثالث، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية اعتبارا من عام 1985 تحت عنوان "مائدة الوحدة الوطنية".
ما بين خدمة الوطن وخدمة الكنيسة، تأرجحت حياة الكاهن الراحل الذي نعاه البابا تواضروس الثاني، ووصفه بالأب المبارك الذي يلتمس العزاء لأبنائه بكنيسة مارجرجس الجيوشي، فقد كان عضواً بالمجلس الملي العام للكنيسة، ورئيس جمعية السلام القبطية الأرثوذكسية، وعضوا في اتحاد الجمعيات القبطية، وبدأ نشاطه في خدمة سكان شبرا، وكان أول من أنشأ بيتا للمغتربين وحضانة أطفال، وازدهرت خدمته بعد أن تولى خدمة السجون لمدة 30 عاما، ليصبح أول كاهن موظف بالدولة بدرجة مدير عام الوعظ المسيحي بقطاع السجون، إلى أن أحيل على المعاش في 2004، على درجة مدير عام الوعظ المسيحي بقطاع السجون، وكان عضو الاتحاد العام للجمعيات الأهلية بمصر، 3 مرات بالتعيين، ومرتين بالانتخاب، وكان عضو المجلس الشعبي لمحافظة القاهرة لمدة 20 عاما.
تلك الحياة الحافلة للرجل المولود عام 1944، يسدل الستار عليها اليوم الثلاثاء، بترأس الأنبا مكاري، الأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية، صلوات تجنيزه، بكنيسة مارجرجس بالجيوشي، ليوارى جثمانه الثرى وتتلقى الكنيسة العزاء فيه لمدة يومي الثلاثاء والأربعاء، في قاعة العزاء الملحقة بكنيسة مار جرجس الجيوشي، قبل أن تقام على روحه صلاة الثالث، ظهر الخميس المقبل.