«هموم النفقة».. مطالبات برفع الحد الأقصى وزيادة 10% سنوياً
زحام المطلقات لصرف النفقة فى بنك ناصر
«رفع الحد الأقصى للنفقة ببنك ناصر» واحد من أبرز مطالب الأمهات المعيلات من أجل مراعاتها، كذلك سرعة البت فى أحكام النفقات بدلاً من الشهور الطويلة التى تقطعها المرأة دون نفقة برفقة صغارها.
علا نافع، واحدة من المتضررات من شكل النفقة «طليقى مرتبه 8 آلاف جنيه، لكن المحكمة حكمت لأولادى الاتنين بـ500 جنيه والمصيبة إنه بيستأنف هل ده طبيعى!» تتساءل الأم المعيلة التى قضت شهوراً طويلة فى المحاكم قبل أن تحصل على هذا الحكم.
«محتاجين نفقات عادلة للولاد توفر لهم حياة كريمة ويكون فيه حد أدنى للنفقات، محتاجين يتصرف لنا نفقة للصغار كحد أدنى بمجرد الطلاق لحين الحكم بمبلغ واضح، محتاجين النفقة تزيد 10% تلقائياً، مش كل سنة نرفع قضية جديدة، ونعيش أجواء الاستئناف والمحاكم وندفع أتعاب محاماة» تتحدث جيهان بدر، مشيرة إلى أن مأساة بند النفقة لا تتوقف عند حدود النفقة الشهرية «فيه أجور ومصاريف المدارس وبدل الكسوة والعلاج وغيره، ليه ما يتنفذش من بنك ناصر، ليه أنا آخد محضر وأفضل أدور على الأب عشان فى الآخر أحجز على غسالة وتلاجة مستعملين، هل أنا بدفع فى المدرسة فلوس ولا أثاث مستعمل، وهل الولاد لما تعبوا دفعتلهم الكشف فلوس ولا إديت الدكتور مكواة مستعملة، ليه أستنى أعمل حجز على عفش أمه وأبوه ويعملوا استرداد وفى الآخر أدخل فى قضية تبديد؟! كل ده لو أنا طلعت محظوظة وعرفت لهم عنوان ده غير السنة اللى قعدتها فى المحكمة من حكم ابتدائى واستئناف.. كل الدوخة عشان أدفع مصاريف المدرسة كل سنة بالشكل ده!».
هبة سعد فكرت فى حل بدا لها بسيطاً لمأساة المصروفات المدرسية «ليه الأب ما يكونش هو الملزم بدفع المصروفات سنوياً فى موعدها، ويكون التعامل مباشر بين الأب والمدرسة ولو تخلف المدرسة هى اللى تبلغ عنه، كذلك الكسوة ليه ما يكونش فيه جلسة بداية كل موسم يقوم خلالها الأب بشراء مستلزمات أبنائه، وفى حالة المرض ليه ما يكونش الأب هو المسئول عن صرف الروشتات ليه ما نحاولش نقلل من مرمطة الأمهات فى السكك والمحاكم؟».
«ميرفت»: خلل كبير فى تنفيذ الأحكام خاصة مصروفات التعليم.. و«إلهام»: طليقى ادّعى فى المحكمة أنه لا يعمل ولا يملك 120 جنيهاً يدفعها لصغيرته
صور حزينة من داخل بنك ناصر تعيشها آلاف الأمهات المعيلات ممن يتوجب عليهن قطع المشوار شهرياً إلى هناك من أجل الحصول على النفقة الهزيلة التى تتوقف فى أوقات كثيرة لأسباب عدة، تارة لعجز البنك عن تحصيل النفقة من الأب، أو لعدم وجود سيولة، أو بتأجيل الصرف للشهر التالى، ردود محبطة وسط زحام خانق فى مشوار شهرى لا ينتهى عادة إلى نتيجة مرضية.
«بيصرف على أبوه المسن وأمه المريضة» السبب الأبرز الذى يلجأ له الرجال للطعن فى أحكام النفقة من أجل إنقاص المبلغ المحكوم به، تتذكر جيهان محمد ما جرى معها تقول «قدم أوراق إنه عامل عمليات فى عينه رغم إنها على حساب الشركة اللى هو شغال فيها، وإنه مش بياخد مستحقات من الشركة كله بالتحايل والعلاقات الودية اللى كنت باشوفه يعمل حاجات شبهها لما كنت على ذمته والنتيجة خصم من رزق ولادى بالكذب».
لم تصدق إلهام مصطفى عينيها داخل المحكمة حين جاء طليقها يرتدى ملابس قديمة مهلهلة ليدعى أنه لا يعمل ولا يملك 120 جنيهاً يدفعها لصغيرته «المصيبة إنه رقم تافه لو قعد على قهوة هايصرفه فى مرة لكن سواد القلب يعمل أكتر من كده».
ميرفت حجازى ما زالت تنتظر بعض الإنصاف «للأسف فيه خلل كبير فى تنفيذ مسألة النفقات، خاصة فيما يتعلق بمصروفات التعليم، كل سنة نرفع دعوى جديدة رغم إن الطفل فى نفس المدرسة والأب فى نفس الشغلة، ليه البهدلة دى؟».
استطاعت شيماء إبراهيم التغلب على ادعاءات زوجها «للأسف والدة زوجى حاولت تشاركنى فى نفقة بنتى لكنى سعيت وقدمت ورق التأمينات اللى بيثبت تقاضيها معاشين، عن والده المتوفى ومن شغلها، وساعتها خسرت القضية وعملت استئناف ونفقتى زادت»، مع ذلك لا تزال النفقة غير كافية «الحياة صعبة والعيشة غالية وحقيقى نفسى المشرع يحط نفسه مكان الأم ويسأل نفسه هايقدر يعيش طفلة بكام بطريقة تخليها سوية نفسياً ومش حاسة بحرمان؟».