من "الملثم" لـ"المكمم".. تعددت وسائل التخفي والإرهاب واحد
الأمن حاول ضبط إرهابي الدرب الأحمر قبل تفجير نفسه
وجد المجرمون والإرهابيون في اللثام ستارا لارتكاب جرائمهم الجبانة في حق الأبرياء فلا يعرف أحد هويتهم، وأظهرت نقوش إفريقية عريقة وجوها آدمية بعيون وبلا فم ولا أنف، وهو ما يدل بأن اللثام من زمن ما قبل التاريخ.
وظهر اللثام والملثمون في عدد من أحداث العنف والإرهاب، ولعل أشهرهم "الملثم" الذي فجر خط أنابيب الغاز الموصل الغاز الطبيعي لإسرائيل والأردن، منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وهو ما أثار غضب وسخرية النشطاء بسبب تكرار هذا الهجوم لعدة مرات.
كما برز الملثمون على الساحة أيضا عقب "فض اعتصامي رابعة والنهضة" في أغسطس 2013، حيث ظهر مسلح ملثم في مسيرة إخوانية وهو يطلق النار من بندقية آلية من أعلى كوبري 15 مايو باتجاه المنازل.
كما تداول نشطاء مقطع فيديو لما سُمي بـ"كتائب حلوان المسلحة" عام 2014، وفيه مجموعة من الشباب يحملون السلاح ويرتدون اللثام ويحرضون ضد الدولة.
وفي العام نفسه، ظهر ذلك الملثم الذي يرتدي ملابس سوداء وهو يذبح الصحفيين الأمريكيين المحتجزين لدى "داعش" في سوريا دون أن يستطيع أحد تمييزه ودون أن يخشى العقاب رغم ظهوره عبر وسائل الإعلام، وذلك لأنه يختفي خلف "لثامه".
وفي عام 2015 استمرت جرائم تنظيم "داعش" وظهر ملثمو التنظيم وهم يذبحون 21 مصريا من الوريد إلى الوريد على الأراضي الليبية في مشهد بشع لن ينساه العالم.
وظل "اللثام" هو وسيلة التخفي الأساسية لدى الإرهابيين الذين يهددون المنطقة العربية والعالم، حتى أطل انفجار الدرب الأحمر بوسيلة جديدة للتخفي ظهرت على وجه الإرهابي الحسن عبدالله قبل أن يفجر نفسه مخلفا عددا من الشهداء والمصابين من رجال الشرطة الأبطال.
"كمامة".. كانت هي الوسيلة التي سجلت الظهور الأول على ساحة الإرهاب واستخدمها "الحسن" في إخفاء هويته مستقلا دراجته قبل أن يفجر نفسه في حي الدرب الأحمر عندما حاولت قوات الأمن ضبطه بعدما كشفت مخططه الجبان ورصدته وطاردته، فلم تنفعه "كمامته"، إلا أن الأوان قد فات وفجَّر الإرهابي نفسه وأسقط الشهداء والجرحى.
أصدرت وزارة الداخلية بياناً، مساء الاثنين، أعلنت فيه تفاصيل الحادث الذي وقع في منطقة الدرب الأحمر بمحافظة القاهرة.
وذكرت الوزارة في البيان: "في إطار جهود وزارة الداخلية للبحث عن مرتكب واقعة إلقاء عبوة بدائية لاستهداف قول أمني أمام مسجد الاستقامة في محافظة الجيزة عقب صلاة الجمعة الموافق 15 فبراير الجاري، فقد أسفرت عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان تواجده بحارة الدرديري في الدرب الأحمر، إذ حاصرته قوات الأمن وحال ضبطه والسيطرة عليه انفجرت إحدى العبوات الناسفة التي كانت بحوزته، ما أسفر عن مصرع الإرهابي واستشهاد ضابط من الأمن الوطني برتبة مقدم، وأمين شرطة من الأمن الوطني وأمين شرطة من مباحث القاهرة، وإصابة ضابطين اثنين أحدهما من مباحث القاهرة، وأحد ضباط الأمن العام".