والد "رامي" شهيد تفجير الدرب الأحمر: كلمته كان نفسي يرد وأقوله هتوحشني
الشهيد رامي هلال، شهيد الدرب الأحمر
«يا وجع قلبي عليك يا ابني.. يا رب أنا راضي إن ابني يكون شهيد هو ضحى بحياته لجل خاطر مصر اللي كان بيحبها تعيش»، بنبرات صوت تحاول الثبات يتخللها الحزن بدأ اللواء علي الدين هلال، والد الشهيد رائد رامي هلال حديثه لـ«الوطن»، مؤكدًا أن الأسرة بأكملها في حالة انهيار منذ وقوع الانفجار.
قال والد الشهيد، إنه شعر بقبضة في قلبة قبل وقوع الانفجار بساعتين وتحديدا في تمام الساعة الـ7 مساءً، حيث إنه اعتاد أن يكلم «رامي» في تلك الأثناء، للاطمئنان عليه إلا أنه تلك المرة وجد هاتفه مغلقا: «كنت بكلم ابني وهو بيلاحق الإرهابي ياريته رد اسمع صوته لآخر مرة في حياتي وأقول له هتوحشني يا رامي».
وعن آخر لقاء جمعه بالشهيد، يقول الرجل الستيني، أنه شاهد «رامي» منذ قرابة 10 أيام عندما اتصل به، وطلب منه أن يقضي الليلة في منزل الأسرة بحي شبرا، وفي تلك الليلة ذهبا إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، التي اعتاد عليها منذ الصغر «رامي كان بينزل 9 من بيته في التجمع يرجع 2 الفجر، هو كان بيعشق شغله».
ويستكمل: «الشهيد أصلا شغله في منطقة روض الفرج وشبرا بس هما استدعوه لشجاعته وسمعته الطيبة في التعامل مع النوعية دي من الإرهاب».
أما عن تلقي خبر استشهاد «رامي»، فيقول اللواء هاني، إنه لم يكن لديه علم بالعملية ولذلك لم يكن يعلم أن الانفجار الذي يتناقله المواطنون استشهد نجله فيه، وبعد اتصالات مع شقيقة الشهيد وزوجته لمعرفة لماذا هاتفه مغلق جاءه اتصال من شقيق (رامي) يخبره (أخويا راح عند ربنا يا بابا)».
وأكد علي الدين، أن الشهيد «رامي» دائما ما كان يتحدث إليه بأنه سينال الشهادة كباقي زملائه وأن زوجة الشهيد كانت تطلب منه أن يكف عن هذا الكلام: «رامي كان دائما بيكتب كلام يوجع القلب عن زمايله اللي استشهدوا على صفحته على الفيس بوك ولما كنت أقول له ادعيلهم كان يرد يقولي أنا عاوز استشهد زي أصحابي».
واستكمل: «رامي قبل ما يتنقل القاهرة كان شغال في الشيخ زويد أيام 25 يناير ووقتها أصحابوا اللي كانوا معاه ماتوا ولما رجع قال أنا كمان هحصلهم وفي يوم هكون شهيد».
وقال الرجل الستيني، أن أصعب اللحظات التي مرت عليه منذ سماع الخبر هي المحطة التي جاءت فيها قوات الأمن والمعمل الجنائي لأخذ عينات من الدم لمطابقتها بالأشلاء التي وجدوها في موقع الحادث: «لما دخلوا عليا الشقة وقالوا لي إحنا جايين عشان نطابق أشلاء ابنك وقتها تأكدت إن ضنايا استشهد».
وأضاف اللواء، أنه شاهد نجله لآخر مرة من خلال مقطع الفيديو الذي نشر على القنوات والمواقع، وهو يمسك بالإرهابي: «أنا بعزي في أمناء الشرطة اللي ماتوا والأبرياء اللي أصيبوا وبعزي مصر كلها في رامي».
وأكد والد الشهيد، أنه منذ وقوع الحادث وهو يتلقى اتصالات هاتفية من مواطنين يقدمون واجب العزاء في الشهيد، بالإضافة إلى أن زملائه اليوم سيتقدمون جنازة عسكرية داخل أكاديمية الشرطة في مدينة نصر: «بقول للريس أنا ابني راح وأنا راضي بس عاوزك تجبر بخاطري وتبرد ناري وتقضي على الإرهاب ابني مات وأكبر أولاده بنت عندها 14 سنة».