م الآخر| "الحسيني أبو ضيف".. مات رمز الحقيقة التي لا يمكن أن تغتال أو تدفن
اختار أن يعيش بحرية، وعندما ترك عالمنا ضرب لنا المثل في الشجاعة والتضحية بحياته لإيمانه بضرورة إيصال الحقيقة كما هي، فهو كان أعيننا التي ترى وترصد وتعرض، وبسبب الكاميرا التي يسجل عليها كل مايحدث، اغتالوه.. اغتالوه اعتقادا منهم أنهم بذلك استطاعوا أن يطفئوا لنا نور عيوننا التي نرى بها، لكنهم واهمون.
بسبب دماء أبوضيف التي أُسيلت، استطعنا أن نرى بوضوح أكثر وأن نميز بوضوح كل من اعتدى على الأبرياء من أبناء بلدي، فبسبب استشهاد الحسيني ارتفعت لدينا درجة الوعي والرصد وبالتالي الحكم على ماحدث كما هو، بلا زيادة أونقصان.
لقد استطاع أبوضيف وبكل حرفية وجدارة، أن توصل إلينا رسالته من دون أن تحتاج دليلا على ذلك.. للأسف كنت أنت الدليل الواضح الذي لا يحتاج إلى أي تفسير أو مغالطة.
لكن عندما ننتقل إلى الطرف الآخر، وهم قتلة الحسيني، فلقد خرجوا علينا بكامل عوراتهم وغير متسترين بأي ستار، فبعد أن انزاح عنهم غطاء التدين المزيف، لم نجد إلا جماعة إرهابية خائنة قاتلة، كلها حقد وغل ونجاسة وخسة.
ما هذا الكم الهائل من الحقد والغل تجاه أبناء بلدي الشرفاء وأصحاب الرسالة الحقيقية؟
هل تعتقدون أنكم قادرون على اغتيال الحقيقة، وأنكم باغتيالكم للحسيني ستتخلصون إلى الأبد ممن ينقل الحقيقه إلى الناس؟.. أنتم واهمون كاذبون منافقون ومخادعون.
عندما اختار الحسيني، أن يعمل في الصحافة، اختار بكامل حريته أن يكون رمزًا للحقيقة، والرموز لا يمكن أن تغتال أو تُدفن، فكل ما استطاعوا أن يفعلوه بقتلهم للحسيني، أن جعلوا الحقيقة تظهر وتنجلي أكثر فأكثر، لدرجة أنهم أسقطوا ورقة التوت، وخرجو علينا بعوراتهم وفضائحهم بدون أي ساتر أو غطاء.
الرموز لا يمكن أن تغتال، كل ما يحدث أن يذهب الجسد عن عالمنا، لكن يظل الرمز موجودًا عاليًا شامخًا إلى الأبد.
لكن توجد رموز أخرى لابد وأن تحارب كي نتخلص منها، وهم رموز الفساد، فهذا النوع من الرموز قابل لكل أنواع العقاب؛ لأنه يعمل لنفسه فقط ويعادي كل من حوله، وهذا النوع لابد وأن يقتلع من جذوره، وهذا ما سيحدث بإذن الله مهما الزمن.
لأن عدل الله لابد وأن يطبق على الأرض في كل صغيرة وكبيرة، فكل من ترصد وعذب وقتل الأبرياء، لابد وأن يدفع الثمن، ويكون الثمن على مستوى الحدث ولن نقبل بأقل من ذلك.
الحسيني، فعل ما عليه بكل إخلاص وتفانٍ، ونحن يجب أن نكمل من بعده، فكل جانب لابد وأن يدفع فاتورته كاملة، فلا نقاش ولا حوار في هذ الموضوع، وإلا نكون قد شاركنا بطريقه أو بأخرى في قتل الحسيني، فعدل الله لا يمكنأان يطبق إلا بأيدي أهل البلد الشرفاء.
الحقيقه ستظل موجودة دائمًا وأبدًا ولا يمكن تزويرها أو دفنها، وكذلك الحسيني أبو ضيف سيظل دائمًا في قلوبنا ولن يستطيع أحد أن ينتزعه من داخلنا، لكن هذا ليس معناه أننا لا نفتقده في عالمنا هذا، بل نفتقده ونفتقد كل من سبقوه، وكنا نتمنى أن يكونوا بيننا وحولنا، ولكن هذا هو حال الدنيا أن يرحلوا قبلنا ونستلم بعدهم الراية، ونواصل إلى أن يأتي أجلنا ونسلم من بعدنا وهكذا إلى أن يتحقق العدل.