"أنشطة فنية وورش".. شباب يتطوعون لدمج الطلاب الأفارقة بالمصريين
الشباب المصري المتطوع
في مراكز تعليمية مخصصة لهم، يلتقي مئات الأطفال من اللاجئين الأفارقة أصحاب جنسيات مختلفة وأعمار متفاوتة يتلقون تعليمهم يوميا في مواعيد ثابتة دون محاولة الاختلاط بالمجتمع المحيط بهم لأسباب ترجع لاختلاف اللغة والثقافة، وانطلاقا من الرغبة في دمجهم بأشقائهم المصريين وخلق حالة تفاعل بينهم، تطوع عددا من الشباب المصري بمبادرات وأنشطة تفاعلية داخل تلك المراكز التعليمية لبناء علاقات إيجابية معهم وإزالة الفجوة بينهم.
في حي المعادي الشهير بالقاهرة، تطوع عشرات الشباب ضمن برنامج أطلقته إحدى المؤسسات التدريبية، لتأهيل ودمج الطلاب اللاجئين الأفارقة في مصر، تتنوع جنسياتهم منهم من جاء من السودان وجنوب السودان وآخرون من إثيوبيا ونيجيريا، وحسب حديث منال صالح، مديرة البرامج بالشركة المنفذة للبرامج التطوعية، أعمار الطلاب اللاجئين تتراوح من 6 إلى نحو 20 عاما.
بدأت الفكرة من عدم وجود أنشطة تجمع المصريين باللاجئين الإفارقة ورغبتهم في إظهار كرم ضيافة شعب مصر للجنسيات الأخرى وبالأخص اللاجئين، وفي حديثها لـ"الوطن" أكدت أن برامج الأنشطة التطوعية التي بدأت بـ4 متطوعين فقط وزاد عددهم إلى 30 شخص، ترتكز على بناء الثقة بالنفس والفنون والتبادل الثقافي والغناء وتحديدا"الراب" الذي يجذب الأطفال الأفارقة وذلك خلال ساعة الاستراحة بين الفترتين الصباحية والمسائية، لدمجهم وخلق حالة من التفاعل بينهم وبين المجتمع الذي يعيشون به.
انتشرت الفكرة بين الشباب على مدار نحو 4 سنوات مضت وزاد عدد المتطوعين إلى نحو 30 شاب وفتاة، توسعوا في مراكز تعليمية للاجئين الأفارقة بأحياء مختلفة بالقاهرة، وتطورت الأنشطة من الترفيه إلى دمج العملية التعليمية بالأنشطة،"بنشتغل في بعض المناطق على دعم الأطفال اللاجئين في العملية الدراسية وفي مناطق آخرى نعمل على تأهيل الأطفال في سن ما قبل المدرسة"، حسب تعبير منال.
ربا أحمد، واحدة من المتطوعين الشباب ضمن البرامج التدريبية المقدمة للطلاب اللاجئين الأفارقة، خصصت وقتها لتعليم الأطفال القراءة بالإنجليزية، وجدت في الاختلاط معهم متعة كبيرة في تعليمهم ومساعدتهم على الاندماج مع المجتمع المصري، حسب تعبيرها.
إلى جانب تطوعها لتعليم الطلاب الأفارقة اللغة الإنجليزية، شاركت ربا الطالبة في كلية الألسن بجامعة عين شمس في العديد من ورش العمل التفاعلية، وفي حديثها لـ"الوطن"تتنوع الأنشطة بين تعليمهم فن الكروشية وصناعة أشكال بالفخار وفي نهاية الورش يتم بيع المنتجات لتستفيد إدارة المركز التعليمي منه.
في ليلة رأس السنة الميلادية، شاركت ربا وأصدقائها المتطوعين مع الأطفال اللاجئين الأفارقة في الاحتفالات التي انطلقت من داخل أحد الكنائس بمنطقة المعادي بالقاهرة،"شاركناهم فرحة العيد ولعبنا معاهم وكانوا مبسوطين"، حسب تعبير المتطوعة.