«العجلة وحقيبة الظهر» مفتاح «فك شفرة» الانتحارى
الإرهابى بعد رصده راكباً الدراجة
«العجلة وحقيبة الظهر» كانتا المفتاح الذى بدأ من خلاله رجال الأمن رحلتهم الصعبة لفك شفرة كشف هوية الإرهابى الحسن عبدالله الذى فجّر نفسه فى رجال الشرطة أمام منزله بحارة الدرديرى فى الدرب الأحمر مساء أمس.
منذ عصر الجمعة الماضى بذل رجال الأمن جهوداً كبيرة، وقاموا برحلة بحث مضنية للكشف عن شخصية الإرهابى الغامض الذى لم يُعرف عنه سوى أنه يقود دراجة ويحمل على ظهره حقيبة يتنقل بها عبر عشرات الأماكن والمناطق بين القاهرة والجيزة، وتمت متابعته من موقع حادث مسجد الاستقامة بالجيزة إلى مكان سكنه واختبائه بالقاهرة.
«العجلة وحقيبة الظهر» كانتا الخيط الأول الذى أمسكت به قوات الأمن وفرق التحقيق لتتبع المتهم منذ حادث كمين مسجد الاستقامة. وعبر هذا الخيط بدأت رحلة طويلة لمعرفة المسارات والطرق التى تحرك فيها بعد الحادث، وكان طريق الوصول إليه عبر الكاميرات التى رصدته فى محافظة الجيزة صعباً، ولكن بمثابرة وصبر رجال الأمن تم تتبع خط سيره من خلال التركيز على العجلة وحقيبة الظهر فى عدد من الشوارع، فاستمر تعقبه من آخر نقطة وصل إليها فى محافظة الجيزة قبل الانتقال إلى القاهرة عبر أحد الجسور التى تربط بين المحافظتين على النيل.
فى القاهرة كانت رحلة الوصول إلى المتهم صعبة للغاية، نظراً لمروره بالعديد من الأماكن والميادين والشوارع وسط أمواج متلاطمة من البشر، وتيقنت فرق التحقيق أنه مقيم فى القاهرة، فتسلمته فرق التحقيق والفحص من أول نقطة ظهر فيها داخل المحافظة بعد هروبه من موقع انفجار مسجد الاستقامة.
جهود مضنية من رجال الأمن لتتبع مسار «الرجل اللغز» من مسجد الاستقامة فى الجيزة حتى حارة الدرديرى
وخلال الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع الحالى نجح فريق البحث والتحقيق فى تحديد المسار الذى سلكه الإرهابى بدراجته وحقيبة ظهره، وتم تتبعه فى الطرقات والشوارع حتى آخر نقطة فى مساره، وكانت فى أحد عقارات الدرب الأحمر فى حارة الدرديرى، وهو المكان الذى تم التأكد منه عن طريق مفتاح فك شفرة المتهم «العجلة وحقيبة الظهر» الذى ظهر فى محيط مسجد الاستقامة بالجيزة قبل ثلاثة أيام.
الإرهابى ظهر مجدداً بدراجته وحقيبة ظهره أمام المنزل الذى يقيم فيه بحارة الدرديرى، فهرول إليه رجال الشرطة للقبض عليه قبل أن يغادر المكان ويصبح العثور عليه أمراً بالغ الصعوبة وسط أمواج البشر التى تتدفق داخل شوارع القاهرة، وهى رحلة قاسية ستحتاج المزيد من الفحص والتتبع، لكن بمجرد اقتراب قوات الأمن منه فجّر نفسه بعبوة ناسفة، فأحدث دوياً هائلاً، وتحول جسده إلى أشلاء فى ثوانٍ معدودة، وأدى الانفجار إلى سقوط عدد من رجال الشرطة بين شهيد ومصاب بعدما أبلوا بلاء حسناً فى كشف لغز غامض لم يكن معروفاً ضمن العناصر الإجرامية التى تتتبعها الشرطة لحماية الوطن.