"المحطة الثانية".. ولي العهد السعودي يزور الهند في جولته الآسيوية
الأمير محمد بن سلمان
وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى العاصمة الهندية المحطة الثانية في جولته الآسيوية بعد باكستان.
وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندار مودي في مقدمة مستقبلي ولي العهد السعودي في المطار.
وترتبط المملكة العربية السعودية والهند بعلاقات تاريخية وطيدة وتعاون مشترك يجمع البلدين الشقيقين على كل الصعد السياسية والاقتصادية وفي مجالات الأمن والدفاع.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1947 بعد استقلال الهند، وزار الملك فيصل (ولي العهد حينها) الهند في مايو 1955 تمهيداً لتطور العلاقات التي أخذت منحى تصاعدياً بزيارة الملك سعود للهند في نوفمبر عام 1955، ثم زار رئيس الوزراء الهندي جواهر نهرو المملكة عام 1956 وأعقبتها زيارات متبادلة من زعماء البلدين.
وتتجلى عمق هذه العلاقة في كون السعودية اليوم هي الشريك التجاري الرابع للهند، التي تستورد نحو 20% من حاجتها للنفط من المملكة، فيما تعتبر السعودية ثامن أكبر سوق للصادرات الهندية خلال العامين الماضيين تمثل 1.86 من صادرات الهند للعالم.
ويعمل في السعودية اليوم حوالي 3.5 مليون هندي يشكلون أكثر جالية أجنبية تنخرط في سوق العمل المحلي، وهي أكثر العمالة تحويلات مالية إلى بلدها، ووفقاً لإحصاءات رسمية فقد ناهزت تحويلات الهنود بحسب إحصاءات البنك الدولي من السعودية 10.5 مليار دولار عام 2015، وتعتبر السعودية إحدى الوجهات التي يفضلها الهنود للعمل لاعتبارات كثيرة منها متانة ونمو الاقتصاد السعودي، إضافة إلى الاستقرار السياسي وسرعة اندماج اليد العاملة في السوق المحلية وتجاوزها لعوائق مثل اللغة والثقافة في وقت قياسي.
وجاء التحول التاريخي في العلاقات السعودية الهندية، بإعلان "دلهي" عام 2006 ثم "إعلان الرياض" عام 2010، الذي مثّل قيام الشراكة الحقيقية بين البلدين، وارتفاع قيم الاستثمار في الطاقة، وانعكاساته الإيجابية على مجالات التطوير والتقنية، وإيجاد المناخ الملائم للاستثمار والتعاون وتأسيس لجنة سعودية هندية تعمل على تحقيق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.
وحسب الأرقام الصادرة عن اللجنة المشتركة في اجتماعها الـ 12 الذي استضافته الرياض فإن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في عام 2017 أكثر من 85 مليار ريال، حيث تمثل الصادرات السعودية إلى الهند نحو 67 مليار ريال، فيما تمثل الواردات السعودية من الهند أكثر من 18 مليار ريال.