إمام وعالم.. من هو الشيخ "الدردير" الذي سميت باسمه حارة الإرهابي؟
مقام الشيخ "الدردير"
طفى اسم حارة "الدرديري" على الساحة الإعلامية خلال الفترة الماضية، بعد الحادث الذي راح ضحيته 3 من أفراد الشرطة، وأصيب آخرين، أثناء محاولة القبض على الإرهابي "الحسين عبدالله العراقي".
وكان الإرهابي الذي فجر نفسه أثناء القبض عليه، قد ألقى عبوة ناسفة على قول أمني بجوار مسجد "الاستقامة" بميدان الجيزة، الجمعة الماضية، وتتبعته قوات الأمن عبر كاميرات المراقبة، حتى تمكنت من التوصل إلى مقر إقامته بحارة الدرديري بمنطقة الدرب الأحمر.
"الدرديري" هو اسم الحارة التي كان يسكن فيها الإرهابي "الحسن عبدالله العراقي"، ويجاورها الجامع الأزهر ويحيطها واحدة من أعرق الآثار الإسلامية، سُميت على اسم الشيخ أحمد الدردير.
في السطور التالية نرصد 10 معلومات عن الشيخ الذي سميت باسمه حارة الحادث الإرهابي:
1- عاش الشيخ أحمد الدردير، في القرن الثامن عشر الميلادي، وولد بقرية بني عدي التي تسكنها قبيلة بني عدي القرشية في أسيوط بصعيد مصر سنة 1127 هـ/1715 م.
2- وينتهي نسب الشيخ الدردير إلى الصحابي عمر بن الخطاب، وقد تلقب بـ(الدردير)؛ لأن قبيلة من العرب نزلت ببني عدي، وكان كبيرهم رجل من أهل العلم والفضل يدعى الدردير، فلُقِّبَ الشيخ أحمد به تفاؤلا.
3- كان "الدردير" أحد أهم الفقهاء والأصوليين من أهل السنة والجماعة، فهو إمام صوفي وعالم أصولي ومرجع في الفقه المالكي وأحد أبرز مجتهديه في العصر الحديث.
4- للشيخ "الدردير" عشرات المؤلفات التي صارت مراجع فقهية كبرى وعقائدية، منها "شرح مختصر خليل"، الذي أضحى عمدة في الفقه المالكي، و"أقرب المسالك لمذهب الإمام مالك" و"الشرح الصغير" و"نظم الخريدة السَّنِيَّة في العقيدة السُّنيَّة"، في علم التوحيد على مذهب الأشاعرة و"شرحٌ على آداب البحث والتأليف"، و"شرحٌ على الشمائل المحمدية" وغيرها العديد من المؤلفات الكبري وغير التقليدية.
5- أدى الميراث العلمي للإمام لأن يلقبه العلماء بمالك الصغير، و"شيخ أهل الإسلام" وذلك لتفوقه النادر التكرار في الفقه والعلوم العقلية والنقلية.
6- اختار أبناء الصعيد بالأزهر الشريف الشيخ الدردير ناظرًا على «وَقْفِ الصعايدة» في عصره وشيخًا لـ«رواق الصعايدة» بالأزهر، وهو ما يعد اعترافا بإمامته وعلمه.
7- من أشهر مواقفه المشهودة التي تواتر الخبر بها موقفه مع أحد الولاة العثمانيين، الذي أراد فور تعيينه أن يكون الأزهر هو أول مكان يزوره حتى يستميل المشايخ لعلمه بقدرتهم على تحريك ثورة الجماهير في أي وقت شاءوا وعند حدوث أول مظلمة، فلمَّا دخل ورأى الإمام الدردير جالسًا مادًّا قدميه في الجامع الأزهر وهو يقرأ وردَهُ من القرآن غضب؛ لأنه لم يقم لاستقباله والترحيب به، فأرسل إليه الوالي صرة نقود مع أحد عبيده فرفض الشيخ الدردير قبولها، وقال للعبد: «قل لسيدك من مدَّ رجليه فلا يمكن له أن يَمُدَّ يديه» فكان الشيخ قدوة في عدم الخضوع لحاكم.
8- مرض الشيخ ولزم الفراش مدة حتى توفي يوم 6 ربيع الأول سنة 1201 هـ، الموافق 27 ديسمبر سنة 1786م وقد صُلي عليه بالجامع الأزهر بمشهد عظيم حافل، ودفن بزاويته التي أنشأها بجوار ضريح يحيى بن عقب، وهو مسجد الآن.
9- سمي شارع الدرديري بمنطقة الدرب الأحمر تبركا بمقام الإمام الراحل، وللشيخ أثر كبير في نفوس أهل الشارع، فهم يتبركون به ليل نهار ويسيرون على منهجه الأزهري الصوفي الوسطي رغم ما شهده الشارع من انفجار قبل أيام على يد أحد الانتحاريين الذي قام بتفجير نفسه وسط قوة من رجال الشرطة.
10- خرج سكان شارع الدرديري عن بكرة أبيهم لتشييع جنازة شهيد الشرطة الذي استشهد من أبناءهم، هاتفين ضد التطرف والعنف، ليثبتوا للعالم أن جوار الإمام وحارته التي تبركت وحملت إسمه الكريم لازالت بخير على المستوي الفكري والإجتماعي وأن التطرف لا علاقة لهم به.