الزى الموحد يقيد حرية المصريين: إحنا مش بتوع «يونيفورم»
الزى الموحد يقيد حرية المصريين: إحنا مش بتوع «يونيفورم»
الزى الموحد ظهر كمحاولة تنشد الجمال والتنسيق شكلياً بين المنتسبين لجهة ما، رسمية أو خاصة، لكنه على العكس ترك أثراً غير محمود داخل النفوس، وشعوراً بتقييد الحريات، أعقبته محاولات للتمرد عليه، إما بالتعديل أو التجرد منه كليةً، آخرها الجدل الذى انتاب المعلمين فور ترحيب وزير التربية والتعليم، طارق شوقى، بصور معلمين بزى موحد. «تى شيرت نبيتى وبنطلون كحلى»، هو اليونيفورم المدرسى المفروض على شادى مصطفى، الطالب بالصف الثالث الثانوى، ويعتبره قيداً عليه: «أنا ملتزم إلى حد كبير، لكن لا أشعر أن فرض زى موحد على الطلاب يجدى فى شىء، كما أن الظروف اليومية أحياناً تعيق الالتزام به».
يترك إحساساً بعدم الراحة لدى أصحابه يدفعهم للتمرد عليه
يتذكر «شادى» واقعة تعرض لها بسبب اليونيفورم تركت أثراً فى نفسه: «كان البنطلون متسخاً، وارتديت آخر جينز أسود بدلاً من الكحلى، وعوقبت بالضرب، ومن يومها لم أغيره، حفظاً لكرامتى لأن أى تدخل بالتغيير يعنى إهدار كرامتى أمام زملائى».
ارتبطت مهنة المأذون الشرعى بـ«الكاكولا والعمة»، الزى الأزهرى الشهير، حيث يشترط أن يمارسها شخص حامل للشهادة الأزهرية، لكن بمرور الوقت وتطور الزمن نادراً ما يلتزم به المأذون، كما هو حال إبراهيم على سليم، الذى يرتدى فى عقد القران بذلة أو عباءة عادية، إلا فى حالات قليلة يرتدى الزى الشرعى، بناء على رغبة «العرسان»، لأنه يدخل البهجة على قلوبهم.
والد «إبراهيم» كان يعمل فى المهنة نفسها، لم يتخل مطلقاً عن الزى الأزهرى فى عمله: «كان الزى دليلاً ومؤشراً على المهنة، أما حالياً فلا يشترط ذلك، وأنا شخصياً ارتديت الزى الشرعى طوال سنوات دراستى الأزهرية، ولا أحرص عليه الآن فى عملى». مشكلات عديدة يرصدها ستيفن عماد، مالك شركة تعمل فى تصميم وتوريد الزى الموحد بمنطقة المهندسين، أهمها تتمثل فى الجودة والخامة: «بعض العملاء يحددون ميزانية ضعيفة للزى الموحد، ويشترطون تصميم يونيفورم بسعر رخيص، وفى هذه الحالة نضطر إلى التقليل فى جودة الخامات المستخدمة، ونقترح تصميماً عادياً خالياً من أى تفاصيل مميزة وإبهار». «عماد» يقوم بتنفيذ الزى الموحد، من خلال صورة أو عينة، لتلبية حاجة الشركات والمطاعم والمدارس وغيرها، كما يقترح تصميمات خاصة بالشركة على العميل، منها أجنبية على درجة كبيرة من الجودة والإبداع، للتمرد على الأشكال النمطية للأزياء الموحدة، والتى كانت سبباً فى كره الأشخاص لها ونفورهم منها. تختلف فترة تصنيع الزى الموحد وفقاً للكمية المطلوبة، بحسب «عماد»: «1000 تى شيرت مدرسى على سبيل المثال تتعمل فى 15 يوماً»، وتستقبل الشركة أحياناً شكاوى من العاملين لدى الجهات التى تم توريد يونيفورم لها، معظمها يتعلق بالخامة المستخدمة أو المقاس: «رغم أننا غير ملزمين بالتعديل لإرضاء العميل، لكننا نحاول الوصول لحل وسط يرضيه ويناسبنا».