محرقة نفايات خطرة تتوسط مدارس «كفر عشما» فى المنوفية
محرقة النفايات تتوسط مدارس «كفر عشما» بالمنوفية
«أكياس نفايات طبية خطرة تعلوها علامات تحذير من خطر بيولوجى، تبث الرعب فى نفوس الأهالى»، مشهد يومى متكرر يعيشه أهالى «كفر عشما»، التابعة لمركز الشهداء فى محافظة المنوفية، منذ ما يقارب 15 عاماً، هو عمر محرقة النفايات الطبية الخطرة، التى جرى إنشاؤها داخل الكتلة السكنية على أنقاض المستشفى القديم فى أرض ملاصقة للمعهد الدينى والوحدة الصحية ومئات المنازل.
اعتراضات الأهالى ومناشداتهم للمسئولين فى المحافظة لنقل المحرقة خارج القرية، انتهت بإنشاء محرقة جديدة رغم اعتراض الأهالى، فضلاً عن الاستعداد لإضافة محرقة ثالثة لتصبح مجمع محارق نفايات طبية، وسط تخوف لا تنفيه تقارير الصحة والبيئة عن الاشتراطات الصحية ومطابقة تلك المحارق للمواصفات، فهناك مدخنة لا تتوقف عن توزيع الدخان الناتج عن حرق النفايات على المنطقة.
«الوطن» تجولت فى المحرقة، وهى عبارة عن مكان مفتوح بأسوار منخفضة تتوافد عليها السيارات لتلقى بحمولتها أمام وحدة الحرق، وأثناء إلقاء الحمولة عادة ما تخرج محتويات الأكياس إلى الأرض، ليتعامل معها العمال على أنها مجرد نفايات، ومجموعة من اللافتات التى تشير إلى علامة الخطر البيولوجى، فيما لا يتعدى طول المدخنة 10 أمتار توزّع دخانها فى جميع الاتجاهات، حسب اتجاه الرياح.
نقلها يتكلف 180 ألف جنيه.. والأهالى هجروا المنازل هرباً من الأدخنة السامة.. وبرلمانى: تهدّد صحة الأطفال والكبار
«عبدالمحسن العجوز»، أحد أهالى القرية، أكد أن المحرقة تقع بجوار معهد دينى ابتدائى وإعدادى وثانوى، مما يشكل خطراً على صحة أبناء القرية، وقاطعه «سعيد جاب الله»، الذى يسكن فى المنزل المقابل للمحرقة، مشيراً إلى أن منزله غطاه الرماد الناتج عن المحرقة، وبات يتنفّس الدخان هو وأطفاله حتى أصابهم المرض، لافتاً إلى أن بعض سكان القرية هجروا منازلهم ليسكنوا بالإيجار فى أماكن بعيدة عن المحرقة. جميل السيد فلاح، يسكن بجوار المحرقة، تقدّم بشكاوى كثيرة لتضرّره منها، دون أن يرد عليه أى مسئول، رغم أن المحرقة أنشئت منذ فترة قريبة وسط تلك المنازل، وجرى إضافة وحدة جديدة، وهناك استعدادات لإنشاء وحدة ثالثة، وعقب تكرر استغاثات الأهالى استجاب لهم الدكتور عبدالحميد الشيخ، عضو مجلس النواب عن دائرة تلا والشهداء، وتقدم بعدة طلبات فى البرلمان من أجل نقل محرقة النفايات الطبية الخطرة خارج الكتلة السكنية بقرية «كفر عشما»، مقرراً أنها غير مطابقة للمواصفات، وتقع داخل الكتلة السكنية بالقرية وتلتصق بالمعهد الدينى والوحدة الصحية وتؤدى الانبعاثات الناتجة عنها إلى تلوث شديد، يمثل خطورة شديدة على الصحة العامة للسكان.
وأضاف «الشيخ»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن اعتراضات الأهالى والمناشدات المقدّمة من النواب بضرورة نقل المحرقة خارج الكتلة السكنية، لم تشفع لدى المسئولين الذين قرروا نقل محرقة نفايات قويسنا إلى «كفر عشما»، مشيراً إلى أنه التقى الدكتور علاء عيد، رئيس الطب الوقائى بوزارة الصحة، وتلقى وعوداً بنقل المحرقة عن الكتلة السكنية، لكن هناك أزمة اعتمادات تحول دون ذلك، وسيتم التنفيذ حال توافرها، مضيفاً أنه جرى إرسال أكثر من لجنة إلى موقع المحرقة لمراجعة الاشتراطات الصحية والبيئية وقياس نسب الانبعاثات، اختلفت نتائجها من حين إلى آخر، حيث أكدت اللجنة عدم مطابقة المحرقة للمواصفات، وعند زيارتها مرة أخرى وجدتها مطابقة، مضيفاً أن مديرية الصحة بالمنوفية مطالبة بالتحرك وسرعة نقل المحرقة خارج الكتلة السكنية لاستقبالها أطناناً من النفايات الطبية الخطرة، أو استبدال مفرمة بها ودفن الناتج منها فى مدافن صحية، بشكل لا يمثل أى خطورة على الصحة العامة للسكان.
الدكتور محمد العسكرى، مدير عام الطب الوقائى بالمنوفية، أكد أن محرقة النفايات الطبية مطابقة للمواصفات الصحية والبيئية وتتابع عملها لجان لفحص الانبعاثات الصادرة منها وجرى عرض ملف كامل عن المحرقة على محافظ المنوفية بعد شكاوى أهالى القرية، مشيراً إلى أن نقل محرقة نفايات قويسنا إلى محرقة كفر عشما لاعتبارها مكاناً مؤهلاً، بالإضافة إلى أنه مكان يتوسّط المحافظة ويقلل من تكلفة النقل. وأضاف أن اعتراض الأهالى على وجود المحرقة جاء بسبب الزحف العمرانى بالقرب منها، بالإضافة إلى تخوفات نفسية من مشاهدة أكياس النفايات الطبية الحمراء، باعتبارها مصدراً خطيراً لنقل العدوى والأمراض بين الأهالى، لافتاً إلى أن هناك معوقات تحول دون نقلها إلى الظهير الصحراوى بمدينة السادات، أولها اعتراض رئيس مجلس مدينة السادات أثناء اجتماعات مجلس الصحة الإقليمى، بالإضافة إلى أن تكلفة النقل للمحرقة الواحدة تتجاوز 180 ألف جنيه.
من جانبه، قرر اللواء سعيد عباس، محافظ المنوفية، عقب استماعه إلى شكاوى مجموعة من الأهالى يتضررون من محرقة النفايات الطبية، تشكيل لجنة من مديرية الصحة لمراجعة إجراءات تشغيل المحرقة وكتابة تقرير وافٍ حولها وعرضه عليه لاتخاذ الإجراء اللازم للحفاظ على صحة سكان القرية.