"المعاناة تولد التفوق".. أحمد تحدى إعاقته بالرياضة والدراسة فأصبح بطلا
احمد حسنى ذكرى، لاعب نادى الإرادة والتحدى بكفر الشيخ
13 عاماً هي سنوات إصابته بـ"تقوس في العظام"، أدت لإطلاق لقب معاق عليه، أجرى خلالها 5 عمليات جراحية أملاً فى الشفاء، إلا أن الله سبحانه وتعالى أعطاه قدرة على التحمل والمواجهة، ومنحه صبرا وإرادة لم ينتهيا، حتى أصبح بطلاً رياضياً وحصد المراكز الأولى فى لعبة "الطائرة جلوس"، وتردد اسمه كثيراً بين أبطال كفر الشيخ.
أحمد محمد حسنى ذكرى، البالغ من العمر 18 عاماً، والطالب بقسم المكتبات الفرقة الثانية فى كلية الآداب جامعة كفر الشيخ، واللاعب بنادى الإرادة والتحدى والحاصل على ميداليتين ذهبيبتين على مستوى الجمهورية فى لعبته، حيث لم تمنعه إعاقته من مواصلة حلمه نحو العالمية، رغم مروره بظروف مادية واجتماعية صعبة.
اللاعب حصل على شهادتي الثانوية والدبلوم في عام واحد
يقول أحمد: "كنت طفلاً طبيعياً حتى سن الخامسة، لاحظت والدتي أنني أمشي على أطراف قدمي، فذهبت بي لطبيب أكد أنه طبيعي ومع مرور الوقت سأمشى طبيعياً، لكنى أصبت بارتفاع درجات الحرارة ولم ينتبه أحد أنه من الممكن أن تتسبب في إعاقتى، وهذا ما حدث، فذهبت للطبيب مرة أخرى أكد أنني لا بد أن أجرى عملية جراحية حتى لا أُصاب بالإعاقة الدائمة، ومن هنا بدأت حكاية الألم، أجريت الجراحة الأولى لم تفلح وتوالت بعدها العمليات الجراحية، حيث أجريت 5 عمليات رغم ضيق الحال وقتها، لكنها لم تنجح، وكُتب على أن أكون من ذوى الاحتياجات الخاصة".
يضيف لاعب نادى الإرادة والتحدى: "كنت لا أدرك وقتها معنى إعاقة، وشعرت بمعناها الحقيقى من نظرة البعض، وعندما كانت تحملنى والدتى على ظهرها لتوصلنى إلى مدرستى وأماكن دروسى، وكنت أشعر بشفقة الناس عليِ ومن وقتها شعرت أنني يجب أن أتحدى الإعاقة، فدرست واجتهدت وحصلت على تروسيكل، كنت أذهب به لدروسى وذاكرت حتى حصلت على الشهادتين الثانوية والدبلوم فى عام واحد، درست ثانوى ودبلوم، وفى السنة النهائية لعبت مع منتخب مصر ضمن بعثة نادى بيلا الرياضى، فزادت المسؤولية، لكنى وثقت فى الله وصممت أن أكون لاعباً محترفاً، والتحقت بكلية الآداب، ولم ينته طموحى فذات مرة كانت والدتى فى كفر الشيخ وقرأت لافتة نادى الإرادة والتحدى، فاقترحت علي الالتحاق به، وبدأت حكاية جديدة".
ذكري: "أمى كلمة السر وأحلم بأن أكون أفضل لاعب فى العالم"
يتابع أحمد: "والدتى شجعتنى على الانضمام للنادى، وخاصة مع إعاقة شقيقى هو الآخر، حيث يعانى من تقوس فى الظهر والقدم، جعلته معاقاً، فلعبت مع النادى منذ 4 سنوات، حتى حققت ميداليتين برونزيتين فى الدورى الممتاز، على مستوى جامعات مصر، وأخريين ذهبيتين على مستوى الجمهورية، فى بطولات متعددة، ولم تمنعني إعاقتي من مواصلة حلمى، لأنني على يقين أن الإعاقة في التفكير وليست في الجسد".
يوضح لاعب نادى الإرادة والتحدى قائلاً "مريت بظروف صعبة، بابا كان شغال على دراعه وأمى عاملة في استاد بيلا، وربنا كرمنا وفتحنا محل أدوات صحية وماما اتوظفت في جامعة المنصورة، والحياة استقرت نوعا ما، ماما دايما بتشجعنى على المذاكرة ومواصلة تدريبات النادى، علشان كدة نفسى اطلعها تحج بيت الله، وكنت وأنا صغير نفسى ألعب كرة علشان أنا أهلاوى، لكن الإعاقة منعتني وبابا كان بيقولى ربنا هيعوضك، وفعلا لقيت نفسى في لعبة الطايرة جلوس، وقدرت أحقق فيها مراكز متقدمة، لكن لسة المشوار طويل وحلمى بيكبر يوم عن الآخر، بتمنى أكون بطل العالم فى لعبتى".
يؤكد أحمد: "أنا اللي علمني ودربنى وقدوتى هو كابتن محمد سعد، من طنطا هو السبب اللى خلانى أحب الطايرة واتمرن، تعب معايا ولما بيلاقينى ناجح بيشجعنى، أنا هحقق هدفى اللى أنا عاوزه واللى هو كمان عاوزه، وفى يوم قريبا سأكون أفضل لاعب في العالم، وعاوز أقول لكل المعاقين متخليش حاجة تقف قدام حلمك واللى انت بتعمله، اشتغل وربنا هيكرمك، اشتغل بضمير وحب، عش حياتك متخليش الإعاقة تكون عائق قدامك، حقق هدفك".
والدة اللاعب البطل: "علمته إزاي يواجه الناس بإرادة وثقة"
السيدة السيد الزناتى، البالغة من العمر نحو 50 عاماً، والدة أحمد ذكري، هي البطل الرئيسي في حياته، حيث جعلته يتغلب على إعاقته، ويصبح حديث نظرائه من متحدي الإعاقة بعدما لمع اسمه في ناديه، تقول "علمته ازاى يواجه الناس ويعرف إنه مختلف عنهم، يكون عنده إرادة وثقة في ربنا وإنه حباه ميزة عن غيره من الأسوياء، أنا بحمد ربنا على نعمه عليّ بأن نجلى من متحدي الإعاقة، فحقق ما لم يستطع الأصحاء تحقيقه، تعبت معاه وقدرت أوصله للمستوى ده، ولسه هكمل المشوار معاه".