لم تكن الأسرة التي تحتفل بسفر أحد أبنائها للعمل بالخارج، تعلم أنها على موعد مع قضية غريبة من نوعها هزت المجتمع المصري بفترة تسعينيات القرن الماضي.
أسرة بسيطة تتكون من 5 أشقاء و3 شقيقات، والأب يعمل موظفا بسيطا، والأم سيدة منزل واجهت صعوبات الحياة حتى تصل بأولادها لبر الأمان بعد استكمال دراستهم وحصولهم على وظيفة مناسبة، وبالرغم من إصابة الأم بأمراض القلب إلا أنها ظلت تلبي احتياجات أبنائها، تبدأ تفاصيل الواقعة بحسب "أرشيف الصحافة التابع لمكتبة الإسكندرية" بأن اصطحبت الأم ابنتيها عبير وهدى وذهبن لزيارة ابنتها الكبرى.
وقضى الثلاث سيدات في بيت الابنة الكبرى يومين، ثم عدن إلى منزلهن بصحبة ايمان ابنة الأخت الكبرى، وكانت ليلة تقليدية خلد الجميع فيها إلى النوم، سوى الأم وابنتيها هدى وعبير اللتين أخذتا تتحدثان مع أمهما بصوت منخفض، لتستيقظ إيمان ابنة شقيقتهما الكبرى فجأة من نومها على صوت صراخ وتكسير للزجاج.
ورأت اعتداء "عبير" على والدتها وحاولت بشتى الطرق أن تمنعها عن الاعتداء على جدتها ولكنها فشلت، وظلت "عبير" تصفع أمها بشكل قوي وبدأت في استخدام عصا غليظة لتضرب أمها بها، بينما ظلت "هدى" تصرخ وتضحك بصوت عالٍ في آن واحد.
استيقظ الأب على صوت الارتطام والمعركة الدائرة ولكن ابنته "عبير" سددت له الضربات أيضا وطردته من المنزل بقوة، وظلت تعتدي على والدتها، اجتمع السكان على الصوت العالي لتكسير الزجاج ممزوجا بالصرخات والضحكات العالية، حتى خرجت "عبير" إلى شرفة المنزل وظلت تنادي بصوت عالٍ "قوموا يا ناس صلوا ركعتين لله، صلوا ركعتين يفيدوكم يوم القيامة"، وظلت تهزي بالكلمات مرددة: "سنقتل أمنا.. سنذبحها، ومن يحبها فليصلِ من أجلها"، وظلت "عبير" تردد كلماتها غير المفهومة موجهة السباب لوالدها بشكل شديد، وما كان من الأب سوى أن قال: "حسبي الله ونعم الوكيل".
وحاول بعض الجيران أن يجعلا الفتاتين تفتحان المنزل لوالدهما إلا أنهما رفضتا بشكل قاطع، ووصف أحد الجيران ما شاهده حينما أقنع عبير بأن تخرج للوالد ملابسه، فقد وجد الأختين عبير وهدى في حالة غريبة والأم جالسة بالأرض ووجهت عبير الكلمات له "اطلع شقتك وربنا هيرزقك بيوسف وإبراهيم"، وأسرعتا بإغلاق الباب.
وأكمل الجار أن عبير أمسكت بيديه بشكل أصابه بالهلع فكانت تمتلك قوة لا تكن لفتاة في مثل سنها وسمع داخل المنزل آيات القرآن تتلى وصوت ماء يسكب، وظلت الأختان هدى وعبير تصرخان وتزغردان بنفس الوقت وتقرآن آية الكرسي، وبعد مرور بعض الوقت خرجت هدى وعبير للشرفة مرة أخرى وهما ترددان "يا عيني يا ماما يا حبيبتي يا ماما".
تجمع الأب وابنه الكبير وعدد من الجيران أمام باب المنزل في محاولة لفتحه، ونجحوا في كسر الباب ليجدوا عبير في حالة هستيرية لا تدري ما تفعله والأم تجلس على الأرض بملابس ممزقة وتنزف الدماء منها بغزارة، ونجح أشقاء الفتاتين في السيطرة عليهما، وهدأت الأمور بعض الشيء وبدأت الأم تعود إلى حالتها الطبيعية.
ذهبت الأم إلى دورة المياه للاستحمام فأسرعت الابنة الكبرى لمساعدة أمها وبتلك اللحظة اقتحمت هدى وعبير الحمام ودخلتا على والدتهما وأغلقتا الباب عليهن، وبدأتا في وصلة أخرى من الضرب والتعذيب للأم وتصاعدت حدة الصراخ والضحكات مرة أخرى وحاول أحد الأشقاء الاقتراب من الباب وكسر الزجاج الخاص به وحاول إمساك أخته عبير إلا أنها بدأت في قذفه بالسيراميك الذي نزعته من جدران الحمام وظلت تقذف كل من يقترب من باب الحمام.
وقال شقيق عبير إن باب الحمام كان كبيرا مثل الجدار وإن عبير كانت في حالة غير طبيعية وحينما سألها عن والدته ردت قائلة "ماما كويسة إحنا خلصناها من الجن اللي عليها"، نجح الأخ في كسر الباب ليجد أخته هدى تقف ويبدو على ملامحها عدم الاكتراث وأخته الأخرى عبير تقف عارية تماما وتستر جسدها بستارة الحمام، ووجد جثة والدته بالحمام دون حراك.
ويبدو أن عبير كانت تنتابها حالة من القوى الخارقة وغير المفهومة فحينما كانت داخل عربة الشرطة التي ألقت القبض عليها ظلت تقذف برأسها إلى أعلى لتخترق سقف العربة.
الغريب بالأمر أن جميع الجيران شهدوا بأن الفتاتين عبير وهدى من الشخصيات الهادئة للغاية وتتمتعان بالأدب والأخلاق، ولكن قال الأب وأشقاء الفتاتين إن عبير مصابة بمس شيطاني فمنذ 3 شهور قبل وقوع الحادث انتابت عبير حالة غريبة وغير مفهومة وتبعتها شقيقتها هدى، فكانت عبير تتمتع بقدرات خارقة فأكد أشقاؤها أنها كانت تعلم من يطرق الباب قبل أن تفتحه، وحاولت الأسرة معالجتها بواسطة أحد المشايخ الذي أكد أن عبير بداخلها جان، وإنه حينما حاول أن يخرجه باستخدام القرآن اندلعت النيران في الشقة بأكملها.
وفي عام 1994 قد قررت نيابات جنوب القاهرة إيداع الشقيقتين إحدى المصحات العقلية وإعداد تقرير عن حالتهما العقلية وقت ارتكاب جريمة قتل والدتهما.
تعليقات الفيسبوك