هجرة الشباب فى مسرحية «الإطار»: مصر حزينة
يعود «مصطفى» للوطن بعد ما يزيد على 40 عاماً من الغربة، فيجد كل شىء قد تغير، أمه «حزينة» لم تعد ترى، والده «البشارى» مات، أخته «فهيمة» ماتت كمداً بعد اتهام أهل القرية لها «فى شرفها» وعلى رأسهم زوجها «الحداد»، يحاول «مصطفى» لم شمل العائلة، ولكنه لا يستطيع، فأمه على وشك الموت، و«نبوية» بنت أخته على علاقة حب آثمة مع «الإمام»، شيخ القرية الذى يدعى التدين، يقرر «مصطفى» الانتقام لشرفه لكن النهاية تأتى على غير توقع عندما تقتل «نبوية» على يد ابن عمها الذى يحبها، هذه هى أحداث مسرحية «الإطار» التى تعرض حالياً بساقية الصاوى والتى تحاول بشكل رمزى نقد سعى الشباب المصرى للهجرة بسبب الظروف السياسية الحالية دون محاولة حقيقية لتغيير الواقع.
«قلة الوعى فى بلدنا تؤدى إلى وأد الكثير من العقول والأفكار الجيدة، بل أحياناً إلى وأد أجيال كاملة ولكن لا يكون الحل بالهجرة».. هو ما تحاول المسرحية كشفه بحسب محمد مبروك، مخرجها الذى أكد أنه استلهم جزءاً كبيراً منها من رواية «الطوق والأسورة» للكاتب إيهاب طاهر، يعلق «مبروك»: «حاولنا لأول مرة مزج كافة الفنون معاً، فالمسرحية تنتمى للمسرح التجريبى بسبب الرقصات التعبيرية بها، ولكنها تقدم بلهجة صعيدية أما ديكوراتها، فمستوحاة من الفن السريالى والموسيقى فهى صوفية».
«مصر» فى المسرحية يتم الرمز لها بالمرأة «حزينة»، أما ابنتها «فهيمة» وزواجها من «حداد»، فهو يمثل حكم 30 عاماً مرت بها مصر دون فائدة سوى موت «فهيمة»، أما «نبوية» فهى ترمز لمصر فى فترة حكم «الإخوان» والتى انتهت بموتها أيضاً، أما «مصطفى»، فيرمز للشباب الذى فضل الهجرة على أن يقوم بدوره فى نهضة البلد.