«السيسى» فى رسالة سلام: سنحارب الإرهاب صفاً واحداً.. ولن نلتفت لـ«دُعاة الكراهية»
الرئيس عبدالفتاح السيسى
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن انعقاد القمة العربية الأوروبية الأولى، والحضور رفيع المستوى، خير دليل على أن ما يجمع المنطقتين العربية والأوروبية يفوق، بما لا يُقاس، ما يفرقهما، ويعكس الاهتمام والحرص المتبادل على تعزيز الحوار، والتنسيق بينهما.
وأضاف الرئيس خلال كلمته بالقمة العربية الأوروبية، أمس تحت شعار: «فى استقرارنا نستثمر»، بحضور ملوك وقادة ٥٠ دولة عربية وأوروبية، أن التغلب على التحديات بجهود فردية أصبح صعباً، ويأتى على رأسها تفاقم ظاهرة الهجرة وتنامى خطر الإرهاب، الذى بات مع الأسف أداة تستخدمها بعض الدول لإثارة الفوضى بين جيرانها، وسعياً لمكانة ليست لها، على حساب أمن وسلامة المنطقة.
«الرئيس» أمام قادة ٥٠ دولة عربية وأوروبية: بعض الدول تثير الفوضى سعياً لمكانة ليست لها.. و«فلسطين» قضية العرب
وشدد الرئيس على أنه من الضرورى تحوّل الشرق الأوسط إلى منطقة نجاح، ما يتطلب التعاون الصادق بين المنطقتين والعمل مع أطراف النزاع لتنفيذ القرارات الأممية لتسوية النزاعات، ولفت إلى أن التعاون الاقتصادى يحقق الرخاء على ضفتى المتوسط. وأكمل «السيسى» قائلاً: «القضية الفلسطينية تمثل قضية العرب المركزية الأولى، وأحد الجذور الرئيسية للصراع فى الشرق الأوسط، بما تمثله من استمرار حرمان الشعب الفلسطينى من حقوقه المشروعة، التى يغفلها المجتمع الدولى».
وعن خطر الإرهاب، قال الرئيس إنه «مستشرٍ فى العالم كالوباء اللعين، سواء عبر انتقال العناصر المتطرفة بين الدول، من خلال اتخاذهم بعض الدول ملاذاً آمناً، أو من خلال حصولهم على الدعم والتمويل مختبئين وراء ستار الجمعيات المشبوهة، أو عبر توظيفهم لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى، لتجنيد عناصر جديدة والتحريض على العنف والكراهية، ونحن فى أمسّ الحاجة لتأكيد تعاوننا ضد هذا الخطر صفاً واحداً».
وتابع قائلاً: «الإرهاب مختلف عن المعارضة السياسية السلمية التى نقبلها كظاهرة صحية، ومصر طرحت رؤية شاملة للقضاء على الإرهاب، واستطاعت بالحوار والتعاون أن تربط هذه الرؤية بالموقف الأوروبى القائم على أهمية احترام حقوق الإنسان». وأوضح أن ترك النزاعات فى ليبيا وسوريا واليمن، وسائر المناطق التى تشهد تناحراً مسلحاً دون تسوية سياسية، لا يمكن إلا أن يمثل تقصيراً ستسألنا عنه الأجيال المقبلة.
وعن رؤيته لقضية الهجرة كمجال واعد للتعاون، قال الرئيس: «المنطقة العربية تتميز بوفرة الأيدى العاملة، والمنطقة الأوروبية تتطلب مصادر متنوعة من قوى العمل، ولا بد من التعاون بين المنطقتين لضمان الهجرة الآمنة والنظامية بالتوازى، من أجل مكافحة أنشطة الاتجار بالبشر».
وأكد الرئيس أن مصر بذلت جهوداً كبيرة لوقف محاولات اللجوء أو الهجرة غير الشرعية عبر شواطئها منذ سبتمبر 2016، وأشار إلى أن مصر تستضيف ملايين اللاجئين الذين يعيشون بيننا، كالمصريين، وتابع فى رسالة لشعوب المنطقة والشعوب المُحبة للسلام قائلاً: «أدعوكم إلى عدم الالتفات لدعاة الفُرقة والكراهية، أو لهؤلاء الذين يحاولون شيطنة الغير، أو ادعاء الأفضلية بناءً على عرق أو جنس أو دين، فإن كل فرد منّا على اختلافه، يسعى لعالم أفضل له وللأجيال القادمة من خلال التعاون، والتعلم من الآخر وقبوله».