موظفون يفقدون أعمالهم بسبب «الروبوت»: وداعاً للوظائف التقليدية
صورة أرشيفية
«وظائف المستقبل»، مصطلح يتردّد كثيراً فى الفترة الأخيرة، يغازل الشباب الحالم بسوق عمل مغايرة وفرص أفضل فى الترقى، يستقبلون بسعادة خبر إنشاء أول كلية فى مصر فى مجال علوم النانو تكنولوجى، ويتساءلون بشغف عن مدى صدق ما نشره موقع المنتدى الاقتصادى العالمى، باختفاء ما يقرب من 5 ملايين وظيفة بحلول عام 2020، لتحلّ محلها وظائف أخرى.
قدّم «بيل جيتس» نصيحة للشباب على موقع «تويتر»، قائلاً: «ثلاثة حقول واعدة يمكنها أن تمنحكم تأثيراً كبيراً، هى الذكاء الاصطناعى وعلوم الطاقة والعلوم البيولوجية.. هذا ما سأختاره لو بدأت دراستى من جديد»، من هذا المنطلق، يرى الدكتور عبدالرحمن الصاوى، أستاذ هندسة الاتصالات بجامعة حلوان، أن كل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعى سيكون له سوق عمل فى مصر والعالم أجمع: «الروبوتات ستدخل فى جميع المهام، السيارات بلا قائد، الأجهزة المنزلية تتلقى أوامر وتنفّذها».
السيارات ستسير بلا قائد.. والأجهزة المنزلية تتلقى الأوامر وتنفّذها
المفترض أن تؤهل الكليات لسوق العمل المستقبلى، حسب «الصاوى»، حيث ستختفى الوظائف الكلاسيكية خلال الـ٣٠ عاماً المقبلة: «موظف البنك سيختفى، وجميع العمليات البنكية ستتم عبر جهاز الموبايل، بل النقود نفسها ستختفى، الحال الذى ينطبق على باقى الموظفين».
المهن التى ستصمد إلى حد ما، فى رأى «الصاوى»، هى التى تعتمد على المواهب الخلقية، مثل الفنون، وإن كانت ستتأثر أيضاً، لأن الرقمية ستؤثر على المشاعر. أما الوظيفة الأبرز فى المستقبل فستكون «أمن المعلومات»، ففى ظل تحكّم تكنولوجيا الاتصالات فى جميع نواحى الحياة، أصبح الأشخاص مراقبون. الدكتور أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، يرى أن مهن المستقبل لا تشير إلى وظائف جديدة بالمعنى الحرفى، إنما أدوات مختلفة ستعتمد عليها جميع الوظائف الحالية، فالحياة اليومية ستكون معتمدة على التكنولوجيا، والأفراد مطالبون بزيادة معلوماتهم وثقافتهم التكنولوجية.
«عامل النظافة لن يختفى، لكن ستختلف أدواته، بدليل أنه فى الخارج الآن يتجول بسيارة مزوّدة بـGps، ويعمل وفقاً لجدول محدّد، ويعد تقارير محررة رقمياً، وكذلك جميع المعاملات الحكومية لن تكون بالورقة والقلم والدفاتر، إنما ستكون بالنظام الآلى، حتى نظام التعليم سيتغير كلياً، بدليل دخول التابلت المدارس حالياً»، حسب «أسامة».
وجود مراكز تؤهل الأفراد تكنولوجياً، هو ما نحتاجه فى الفترة الحالية، فى رأى «أسامة»، لإعداد «المواطن الرقمى»، كما جرت تسميته، وهو ما سيعتمد فى كل المعاملات اليومية والحياتية على التكنولوجيا الرقمية: «كلما زادت خبرة الشخص تكنولوجياً، وجد فرص عمل أفضل، وفتحت أمامه أبواباً أكثر»، مشيراً إلى مصطلح «إنترنت الأشياء»، الذى يتردد كثيراً فى الأوساط العلمية، ويعنى أن كل ما يراه الإنسان بعينيه، سيكون مرتبطاً بشبكة الإنترنت: «التليفزيون، السيارة، الثلاجة.. سيكون التحكم بها إلكترونياً، كما هو الحال فى المنازل الذكية».