رئيس الاتحاد الدولي للسرطان: 400 ألف حالة وفاة في العالم العربي سنويًا
الأميرة دينا مرعد مع محررة الوطن
قالت رئيس الاتحاد الدولي لمرض السرطان، الأميرة دينا مرعد، إن الجهود المبذولة لمكافحة مرض السرطان في الوطن العربي متفرقة وغير منتظمة.
وأشارت في حوارها مع "الوطن" إلى أن الوضع الحالي لمرض السرطان "حرج"، وعدد المصابين بالأورام في المنطقة العربية وصل إلى 600 ألف مريض سنويًا و 400 ألف منهم، يتعرضون للوفاة، وهي النسب الأعلى عالميًا.
وأوضحت أن ثلث المصابين بمرض السرطان من المدخنين، مطالبةً الحكومات العربية بفرض ضرائب على التدخين والتبغ وتخصيص عائدها للإنفاق على الجهود المبذولة لمواجهة مرض السرطان.
وشددت على أن السلبية هي "سرطان بحد ذاته يجب مواجهته"، كاشفةً عن مرض ابنها بالسرطان وكيفية مواجهته، وإلى تفاصيل الحوار:
- بداية ما سر زيارتك إلى مصر؟
حرصت على زيارة مصر في هذا التوقيت للمشاركة في المؤتمر الدولي العاشر لعلاج الأورام بالأقصر بصفتي رئيس الاتحاد الدولي لمرض السرطان، فجهود مكافحة السرطان في الوطن العربي متفرقة وغير منظمة، وبالتالي نتائجها لا تأت بثمار واضحة، فالوضع الحالي بالنسبة لمرض السرطان حرج ولابد من التحرك في خط واحد بين الجهات كافة للقضاء على هذا المرض اللعين، فنسبة المصابين بالأورام في المنطقة العربية وصلت إلى 600 ألف حالة سنويًا و 400 ألف حالة منهم يتعرضون للوفاة، ونسبة الوفيات من المصابين بالسرطان تصل إلى 70 % في الدول العربية، وهي نسب الإصابة والوفيات الأعلى عالميًا في هذا المرض، ويرجع ذلك إلى نقص الثقافة الصحية وانتشار العادات السلوكية الخاطئة، بالإضافة إلى غياب ثقافة الكشف المبكر والفحص على الجسم بشكل مستمر.
- كيف وصلت لمنصب رئيس الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان وأنت لا تعملي بالمجال الطبي؟
الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، يعد أكبر منظمة دولية تعمل على التخفيف من العبء الدولي لمرض السرطان، وإدراج قضية السرطان على أجندات الصحة والتنمية على مستوى العالم باعتبارها واحدة من أهم القضايا التي يهتم بها العالم وليس دولة وأخرى لا، ويضم الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان أكثر من 1100 منظمة من 164 دولة، وجرى انتخابي للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان UICC لأشغل منصب رئيسة الاتحاد للفترة من عام 2018 حتى عام 2020م، وتوليت من قبل قيادة مؤسسة الحسين للسرطان من 2016- 2002م ، وحينها انتخبت بعد جهود وأعمال التطوير التي قمت بها في مؤسسة الحسين للسرطان، حيث تمكنت المؤسسة من جمع تبرعات في هذا الوقت وصلت قيمتها إلى ما يقرب من 360 مليون دولار على مدى 15 عامًا، وبذلك أصبحت هذه التبرعات أكبر مصدر تمويل ذات قاعدة مجتمعية ضد السرطان في الأردن، ونجحت في تحويل هذه المؤسسة غير الربحية إلى معلم معروف ونموذج قيادي ليس على مستوى الأردن فقط، وإنما على مستوى كل الجهات المهتمة بمرض السرطان.
الأميرة دينا مرعد لـ "الوطن" ثلث المصابين بمرض السرطان من المدخنين وعلى الحكومات العربية فرض ضرائب على التدخين والتبغ وتخصيص عائدها للإنفاق على مواجهة السرطان
- وصفت الجهود المبذولة في الوطن العربي لمكافحة السرطان بـ"المتفرقة".. كيف يمكن توحيد هذه الجهود للقضاء على هذا المرض؟
بالفعل الجهود المبذولة غير منظمة، فمحاربة مرض السرطان يجب أن تكون على رأس أولويات الأجهزة الحكومية، كما يجب المشاركة في عضوية الاتحاد الدولي، خاصةً وأن عضوية الدول العربية هي الأقل في الاتحاد، وهذا أمر غير مقبول، كما يجب أن تفرض كل الحكومات العربية ضرائب على التدخين وبيع السجائر والتبغ وتخصيص عائدها للإنفاق على الجهود المبذولة لمواجهة السرطان، حيث أن ثلث المصابين به من المدخنين.
أصيب ابنى بمرض "اللوكيميا" فى الثالثة من عمره وواجهته باأفضل علاج وهو "الحب"
- كيف واجهت مرض "اللوكيميا" عندما أصيب ابنك "الأمير راكان" به؟
عندما أصيب ابني الأمير"راكان" بمرض "اللوكيميا" وهو في عمره الثالث، في البداية تلقيت هذا الخبر بحزن شديد وكان يشبه الطلقة التي أصابت قلبي، ولكنني قررت محاربة هذا المرض مع ابني حتى وصل الأمر إلى أنني بدأت البحث وجمع المعلومات عن المرض، وأعطيت ابني أفضل علاج على الإطلاق وهو "الحب"و"الإصرار والعزيمة" في مواجهة المرض، وفي حقيقة الأمر لم أكن بمفردي، وتلقيت كل الدعم والحب والمساندة من عائلتي وأصدقائي، وكل ذلك كان سببًا رئيسيًا لمساعدتي أنا وابني في رحلة علاجه، وتعلمت أمر هام وهو عدم مواجهة أي أزمة بالسلبية التي هي "سرطان بحد ذاته يجب مواجهته"، وقررت أن أحارب السرطان وأكون أم لكل طفل مصاب به.
المرأة الصعيدية من أقوي سيدات العالم وهى بحاجة للتوعية والإطلاع بمرض السرطان
- ما الذي تحتاجه المرأة الصعيدية لمواجهة هذا المرض؟
بداية المرأة الصعيدية من أقوى النساء في العالم، ولكنها بحاجة للتوعية والاطلاع على مخاطر هذا المرض وعدم الاستهانة به، والتوعية من خلال وسائل الإعلام بمختلف أنواعها المسموعة والمرئية والمقروءة، وعدم فقدان الأمل في الشفاء.
- هل سمعت عن حملة "100 مليون صحة" التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي؟ وكيف وجدت مصر؟
بكل تأكيد.. هي حملة غير مسبوقة في العالم ولمسنا جميعًا في الوطن العربي نجاحها، وسعدت كثيرًا بزيارتي لمصر ورؤية أهلها ومعالمها الأثرية وكرم ضيافتهم لي.