"مصير مشترك".. التحديات والنزاعات تسيطر على "العربية-الأوروبية"
القمة العربية الأوروبية
استعرض قادة الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، اليوم، في شرم الشيخ، في اليوم الختامي لأول قمة بينهما، النزاعات الإقليمية والتحديات المشتركة التي تواجه الكتلتين.
وشارك في القمة، التي بدأت أمس الأحد، في مدينة السلام المصرية شرم الشيخ، رؤساء وحكومات أكثر من أربعين بلدا أعضاء في الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أمس الأحد، إن المنطقتين الجارتين يجب أن تعملا سويا في مواجهة "قوى دولية بعيدة عن منطقتنا".
وذهبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أبعد من ذلك، معتبرة أن مصيري أوروبا والعالم العربي مترابطان، بقولها إن "مصير الاتحاد الأوروبي يتوقف إلى درجة كبيرة على مصير الدول الأعضاء في الجامعة العربية".
وأضافت: "رأينا ذلك في قضايا الهجرة واللاجئين، ولذلك فإن مهمتنا هي أن نرسي تعاوناً متعدد الأطراف بين الكيانين".
وفي هذا الصدد، أشارت ميركل إلى ضرورة "حل الكارثة الإنسانية الرهيبة في اليمن"، وأهمية التوصل إلى حل على أساس دولتين للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
ومساء الأحد، ندد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تقود بلاده منذ العام 2015، تحالفا لمحاربة الحوثيين في اليمن، ب"التدخل" الإيراني في هذا البلد.
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط في كلمته أمام القمة أمس الأحد، عن أسفه لاستمرار النزاعات في اليمن وليبيا وسوريا، منددا بالأيدي الخارجية التي تلعب فيها سواء الأفعال الإيرانية أو التحركات التركية.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن ترك النزاعات في ليبيا وسوريا واليمن وسائر المناطق التي تشهد تناحراً مسلحاً، بدون تسوية سياسية، لا يمكن إلا أن يمثل تقصيراً، ستسألنا عنه الأجيال الحالية والقادمة.
وحرصت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجريني من جانبها، على أن تشدد على المواقف "المشتركة" للكتلتين، وقالت: "أتوقع أن تتم مناقشة كل هذه المسائل خلال القمة بروح إيجابية".
إضافة إلى النزاعات، عكف القادة على بحث عدد من القضايا المشتركة، أبرزها الهجرة والأمن والاحتباس الحراري والتنمية الاقتصادية.
وكان السيسي أكد في كلمته في افتتاح هذه القمة الأولى، أن انعقادها يشكل خير دليل على أن ما يجمع المنطقتين، العربية والأوروبية، يفوق بما لا يقاس ما يفرقهما.
ومن القادة الأوروبيين القليلين المتغيبين عن القمة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأسباني بيدرو سانشيز وقادة ليتوانيا ولاتفيا، وسيمثل فرنسا وزير خارجيتها جان-إيف لودريان.
وشهدت مصر فترة عدم استقرارا سياسيا واقتصاديا طويلة عقب ثورة 2011 التي أسقطت حسني مبارك.
وقال مصدر دبلوماسي غربي، إن هذه القمة تعتبر نجاحاً لمصر التي توضح بتنظيمها هذه القمة أنها تعود الى مقدمة الساحة الدبلوماسية.