دوما ما كان التجريب عنصر أساسي في السينما المصرية منذ نشأتها وحتى الآن، واختلفت تلك السبل في التجريب فهناك تجارب في الإخراج السينمائي أو التصوير أو طريقة سرد الفيلم والأحداث ولكن في عام 1968 قدمت السينما المصرية فيلما بعنوان "3 قصص".
ويبدو أن الاسم برغم بساطته إلا أنه بالفعل يروي 3 قصص مختلفة لثلاثة كتاب من أهم الأدباء المصريين في العصر الحديث وجمعهم هذا الفيلم بقصص قصيرة لكل منهم على حدة، وكأنما المشاهد يشاهد 3 أفلام قصيرة.
القصة الأولى هى "دنيا الله" للأديب العالمي نجيب محفوظ ومن إخراج إبراهيم الصحن وكتب للقصة السيناريو والحوار عبد الرحمن فهمي، ومن بطولة صلاح منصور وناهد شريف وهدى زكي، ويحكي الفيلم قصة فراش داخل إحدى المصالح الحكومية ومع اقترابه من سن المعاش وبما أنه لم يستمتع بحياته قط فيقرر اختلاس مرتبات الموظفين ويسافر للإسكندرية مع إحدى بنات الشارع ليستمتع برفقتها غير مهتم بالمصير الذي ينتظره بعدما تنفد نقوده ويُقبض عليه ويثق هذا الشخص بأن الله سيغفر له بسبب اقتناعه بأنه لم يضر أحدا بفعلته كون جميع الموظفين من وجهة نظره لم يكونوا في حاجة للمرتب ماعدا موظف واحد لديه الكثير من المسؤوليات فيتعاطف الفراش معه ويستثنيه من عملية السرقة ويرسل مرتبه كاملا لبيته.
القصة الثانية هي "5 ساعات" للأديب يوسف إدريس وكتب لها السيناريو والحوار بكر الشرقاوي، ومن إخراج حسن رضا وبطولة محمود المليجي ونادية لطفي ورشوان توفيق، وتناول الفيلم فساد القلم السياسي قبل عام 1952 وتصفيته لأحد الضباط الشرفاء إلا إنه يصاب إصابة خطيرة وينقل للمستشفى بين الحياة والموت ويدور صراع بين الأطباء الشرفاء الذين أصروا على إنقاذ حياة الضابط وبين الفاسدين من القلم السياسي الذين يصرون على ألا يغادروا المستشفى قبل أن يتأكدوا من وفاته.
القصة الثالثة هي "إفلاس خاطبة" للأديب الكبير يحيي حقي ومن إخراج محمد نبيه الذي شارك في كتابة السيناريو والحوار مع إسماعيل القاضي، والفيلم من بطولة سميحة أيوب وعبدالمنعم مدبولي وعبدالمنعم إبراهيم وأبو بكر عزت، ويتناول الفيلم قصة حياة شاب أعذب وحيد تأخر في الزواج يحاول أن يبحث عن زوجة فيلجأ للخاطبة لكي يجد ضالته ولكن كل محاولاتهما لإيجاد الزوجة المناسبة تصل إلى الفشل وينتهي الأمر بزواجه من الخاطبة التي شعر معها بالأمان والسكينة.
تعليقات الفيسبوك