اكتشافات تونا الجبل وماراثون بني حسن تنعش السياحة بالمنيا
السياحة تنتعش في المنيا
"السياحة" مصدر أساسي للدخل القومي، مرت بفترة عصيبة عقب إندلاع ثورتي 25 يناير و30 يونيو نظرا للظروف السياسية والأمنية التي عاشتها البلاد، غير أن حركة السياحة الراكدة، بدأت تسير تدريجيا، وتستقبل المحافظة وفودا بشكل يومي من شتي بقاع الدنيا.
وتستقبل المنيا وفود سياحية من عدة جنسيات، هي بحسب الترتيب من حيث الأعداد: الألمان والأستراليين والإنجليز والفرنسيين، وقبل وقت قريب زارها فوج كوري، ويقدر مسئول بالمحافظة عدد السائحين الذين يزرون المناطق المختلفة يوميا بنحو 150 سائح من جنسيات متعددة وقد يصل العدد إلي 250 في أشهر مارس وأبريل ومايو، منوها أن المحافظة استقبلت نحو 4 الاف سائح خلال الشهر الجاري.
بعد شهر واحد من توليه المسئولية وتحديدا في شهر سبتمبر، قرر اللواء قاسم حسين محافظ المنيا، تشكيل لجنة برئاسة محمد عبد الفتاح السكرتير العام للمحافظة، لإعداد مقترح بتنفيذ مجموعة من الفعاليات الخاصة بتنشيط السياحة، تضم إدارة السياحة ومديرية الثقافة ومكتبة مصر العامة وإدارتي الإعلام والعلاقات العامة، ومديريتي الشباب والرياضة، والتربية والتعليم والجامعة ومجلس مدينة المنيا. وبحثت تلك الجهات سبل دعم وتنشيط السياحة، خاصة وأن المنيا تمتلك العديد من المقومات السياحية والتي تجعلها تتبوأ مكانة هامة على الخريطة السياحية في ظل عودة الرحلات النيلية للبواخر السياحية مما ساهم في إنعاش الحركة السياحية وتدفق العديد من الجنسيات الأجنبية لزيارة معالم المحافظة المختلفة خلال الفترة الأخيرة.
وفي شهر ديسمبر الماضي أطلق الدكتور حسين الزناتي، المدير التنفيذي لجمعية الصداقة المصرية اليابانية، مبادرة لتنفيذ فعاليات ثقافية وسياحية للترويج لمعالم المحافظة خاصة في دولة اليابان، وذلك بعد إعلان وزارة الخارجية اليابانية رفع حظر السفر عن كل المناطق السياحية في مصر، ومنها محافظة المنيا، والتي تعد أحد أهم المزارات السياحية المفضلة لدى السائح الياباني، مما يتطلب تنفيذ أنشطة وفعاليات متميزة.
وقد أرسل الزناتي رسالة مسجلة بالفيديو لمحافظ المنيا طالب فيها بالعمل على تنظيم فعاليات سياحية متنوعة جاذبة للسائحين، بهدف دعم وتنشيط السياحة خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن محافظة المنيا تمتلك العديد من المقومات التي تؤهلها لذلك، كما تم تصميم كتالوج ياباني إلكتروني، يضم أشهر المعالم السياحية والآثرية بمحافظة المنيا للمساهمة في ترويج تلك المعالم في اليابان.
وبعد مرور نحو أسبوعين، استضافت المنيا "اليوم المصري الياباني" وتضمن معرض للفنان الياباني العالمي الراحل أبا توشياكه، و تكريم مجموعة أصحاب في الإنسانية والسلام الذين ساهموا في تنشيط التبادل الثقافي بين مصر واليابان على مدار السنوات الماضية، وعرض لأوبريت "هِم يا مصري" وهو إهداء للشعب المصري لدفع روح العمل والإنجاز خلال الفترة القادمة.
وفي شهر نوفمبر، نظمت المحافظة مارثون رياضي ضمن مهرجان "المنيا جميلة" بمنطقة بني حسن الأثرية بمركز أبو قرقاص، شهد أعمال نظافة وتشجير وتجميل بالمنطقة إلى جانب فقرات خاصة بالفنون الشعبية، وذلك ضمن فعاليات المحافظة لدعم وتنشيط السياحة. وتم اختيار منطقة بنى حسن لإقامة المارثون لأنها تعد أهم المواقع الأثرية بمصر ومحطة دائمة للزيارات السياحية الوافدة للمحافظة، وكذلك فهي مهد للألعاب الرياضية عبر التاريخ لما تحتويه من رسومات ونقوش والتي تصور الرياضيين المصريين وهم يمارسون العاب المصارعة الحرة والمبارزة والرماية ورفع الأثقال والجمباز والملاكمة والجري وغيرها من الألعاب.
وساهمت 3 اكتشافات هامة تم العثور عليها بتونا الجبل خلال عاميين في تنشيط السياحة، ففي يونيو من عام 2017، نجحت بعثة جامعة القاهرة في اكتشاف مقابر آدمية جماعية بنظام الكتاكومب، واستخرجت 13 مواميات بحالة سليمة وتوابيت حجرية وأواني فخارية، وكان هذا أول كشف لآدميين بنظام الكتاكومب وهي عبارة عن حفر في باطن الأرض بممرات ثم حجرات داخلية في باطن الأرض والكشف يعود للعصر المتأخر. وفي فبراير من عام 2018، نجحت بعثة وزارة الآثار في منطقة الغريفه، وهي بعثة مصرية خالصة صاحبة أكبر كشف حديث حيث تم العثور علي 40 تابوت حجري جيد الصنع للكهنة وعليه نقوش. وكان الكشف الأخير في فبراير الجاري من نصيب بعثة جامعة المنيا، حيث بلغ عدد المومياوات المكتشفة 62 مومياء، 40 منها بحالة جيدة وصالحة للعرض، وهناك 22 مومياء أخرى خاضعة للترميم حاليا.
وقال دكتور ثروت الأزهرى مدير إدارة السياحة بالمحافظة، إن المنيا تضم العديد من المناطق الأثرية والمعالم السياحية الهامة منها منطقة آثار تل العمارنة بمركز ديرمواس، ومنطقة آثار الاشمونين شمال غرب مركز ملوي، و منطقة آثار بني حسن والتي تقع جنوب مدينة المنيا بحوالي 20 كيلومترا وتضم 39 من المقابر القديمة من عهد الدولة الوسطى. كما تضم أحد مسارات رحلة العائلة المقدسة بمنطقة جبل الطير، وكذلك منطقة آثار البهنسا، وتقع على بعد 16 كيلو متر من مركز بني مزار وهى مدينة أثرية قديمة، عثر فيها على الكثير من البرديات التي ترجع للعصر اليوناني الروماني، وتلقب بالبقيع الثاني لكثرة من اسُتشهد فيها خلال الفتح الإسلامي.