مصدر بـ«السكة الحديد» يكشف لـ«الوطن» كيف حدث حريق محطة مصر
صورة من الجرار المحترق
كشف مصدر بهيئة السكة الحديد، لـ"الوطن" تفاصيل حادث حريق محطة مصر، الذي أسفر عن وفاة 20 مواطنا وإصابة 40 آخرين.
وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الجرار رقم 2302، يعد أحد جرارات الورشة الموجودة بصفة دائمة في الجهة الشمالية من محطة مصر، وأنه خرج بناء على توقيتات منتظمة عليها تلك الجرارات، والتي تكون وظيفتها سحب القطارات من داخل المحطة إلى المخازن والعكس.
وأوضح المصدر، لـ"الوطن"، أن أي جرار من جرارات السكة الحديد يوجد به جهاز يدعى ATC، وظيفته تسيير الجرارات وإيقافها في حالة زيادة السرعة، مشيرا إلى أن الجهاز قد يكون معطلًا، والذي تسبب في كارثة كبرى.
وأشار إلى أن جرار الحادث كان لا يوجد به سائق، وأنه تصادف دخوله على السكة رقم 6، بسبب ضبط التحويلة على هذه السكة، موضحا أن هذه الجرارات لديها أكثر من 20 تحويلة جميعها تصل إلى الورشة وأماكن تخزين القطارات بالمحطة.
وقال المصدر، إن الجرار تحرك ببطء وإنه بسبب وجوده على سكة مائلة "منحدر" جعلته يزيد من سرعته، حتى دخل المحطة مندفعا؛ ليصطدم بالرصيف رقم 6، وينقلب واصطدم بالقطار رقم 902 القادم من بحري على رصيف 5، ويؤدي إلى تدمير إحدى عرباته.
وشدد على أن تحكم الجرارات من الجهة الشمالية للمحطة كان يجب وجود سائق لضبط مسيره، وأن عدم وجود السائق علاء فتحي محمد مواليد 1971 من طنطا، وهو سبب تلك الكارثة، خصوصًا أن وزن الجرار يزيد على 75 طنا، ما أدى إلى أن يكون الحادث كبيرا.
كما أوضح أن "السائق ترك مفتاح التشغيل في الجرار، ونزل للمشاجرة مع زميله.. وعقب ذلك الجرار تحرك بسرعة عالية والسائق هرب".
ونشب حريق هائل داخل محطة مصر، إثر اصطدام أحد جرارات القطارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجه عن القضبان، ما أدى إلى انفجار "تنك البنزين"، وأسفر عن اشتعال النيران في الجرار والعربة الأولى والثانية بالقطار.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بمحاسبة المتسببين بحادث محطة مصر ورعاية المصابين، متوجهًا بخالص التعازي لأسر الضحايا والمصابين، فيما خصصت وزارة التضامن الاجتماعي 80 ألف جنيه لأسر الضحايا وحالات العجز الكلي، و25 ألف جنيه للمصابين، مكلفة مديرية القاهرة ولجان الإغاثة المركزية بالوزارة؛ بالانتهاء من إجراء الأبحاث الاجتماعية للمصابين وأسر ضحايا الحادث.
وأعلنت وزارة الصحة، عن وفاة 20 مواطنًا وإصابة 40 آخرين في حريق محطة مصر، ونُقل المصابون إلى مستشفيي دار الشفاء، ومعهد ناصر كونهما "مستشفيات إخلاء"، إضافة إلى مستشفيات "الهلال، وشبرا، السكة الحديد" كمستشفيات إخلاء، موضحة أنَّ حالات المصابين تراوحت ما بين بسيطة إلى متوسطة، إضافة إلى بعض الحالات الدقيقة أغلبها كسور وحروق.
وانتظمت حركة القطارات بمحطة مصر ما عدا رصيف رقم 6، بعدما نجحت قوات الحماية المدينة في إخماد الحريق، وتوجه فريق التدخل خلال الطوارئ بالهلال الأحمر المصري إلى موقع الحادث، لتقديم الإسعافات والدعم النفسي للمصابين وأسر الضحايا.