مدير "الفجيرة للثقافة": المجتمع العربي هو الأكثر إنتاجا للشباب المبدع
حوار مدير هيئة الفجيرة للثقافة لـ "الوطن"
قال الدكتور فيصل جواد، المدير التنفيذي لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، إن ملتقى الفجيرة الثقافي في دورته الأولى حقق نجاح كبير منذ دورته الأولى، وتسير الدورة الثانية نحو الخطوة القادمة صعودًا.
فيصل جواد: ملتقى الفجيرة الثقافي حقق نجاحا كبيرا منذ دورته الأولى.. ونسعى جاهدين لتحقيق نجاح أكبر في الدورة الثانية
وأكد جواد، في حواره لـ"الوطن"، أن الملتقى حقق الكثير من الإنجازات منذ الدورة السابقة وحتى الآن وتشمل جائزة الشيخ راشد، ودار راشد للنشر والتوزيع المقرر إطلاقها قريباً، فضلًا عن شركة الإنتاج الإعلامي التي هي بصدد الإنشاء، وأن المجتمع العربي هو الأكثر إنتاجًا للشباب المبدع والمبتكر أكثر من المجتمعات الأخرى.. وإليكم نص الحوار:
- ما الهدف من تنظيم ملتقى الفجيرة الثقافي؟ وإلى أي مدى نجحت الدورة الأولى له؟
يسعى ملتقى الفجيرة الثقافي في دورته الثانية محاولًا السير باتجاه الخطوة القادمة صعودًا، كما اعتقد أنه سجل تقدم وارتقاء منذ الدورة السابقة، كما حفل بأسماء عربية لها أهمية قصوى على خارطة الإبداع العربي والثقافي، واستطعنا من خلال رموز الثقافة العربية المتواجدين في الفجيرة أن نستخلص محاور مهمة من مناقشات لأزمة المثقفين في تناول المحور الذي لا يجد له طريقاً للنفاذ من هذه الأزمة، كما نناقش أزمات الفضاء الثقافي في الوطن العربي، وأن اختيارنا للموروث في التراث يؤكد أننا نهتم بتشخيص مواطن الحاجة لمحور حقيقي وفعال وديناميكي ويتفق عليه الجميع.
وأكد: أحاول قدر الإمكان ان أشرك أصحاب الإنجاز في طرح مقترحات جديدة في الدورة القادمة والتي وصلت إلى أكثر من 7 محاور موجودة على الطاولة حتى الآن، أبرزهم مناقشة محور أزمة المثقف العربي أين تكمن؟ ولماذا يشعر بالاغتراب؟ وآليات الإنتاج التي يستخدمها المثقف، فهل هو قادر على الإنتاج؟ وأين تكمن حيلولة إنتاجه؟ وأين تكمن الأزمة الحقيقية في إعاقة إنتاج المنتج الثقافي؟ وماهي العوائق هل هي سياسية أم اقتصادية ، وهذا المحور جريء فهناك مزيد من المحاور والأسئلة التي ستضعنا في اختيار دقيق لمحاور جديده نعمل عليها خلال هذه الدورة من أجل الدورة المقبلة.
- ما هي إنجازات ملتقى الفجيرة الثقافي التي تحققت منذ العام الماضي في دورته الأولى وحتى عامنا الحالي بدورته الثانية؟
في العام الماضي أطلقنا جائزة الشيخ راشد، ولكننا أحصيناها وحصرناها وحصدنا منها كمًا هائلًا، حيث إننا وضعنا بذرتها في الإطلاق وحصلت على 950 مشاركة، وكان هذا الحصاد غير متوقع على الإطلاق، والأعمال المشاركة جميعها قيمة وكبيرة لشباب لا تتعدى أعمارهم 22 عامًا، وسنطلق قريبًا دار الراشد للنشر والتوزيع.
كما أننا بصدد تأسيس شركة انتاج إعلامي، ولدينا منصة إعلامية على "يوتيوب" تتابع الخبر لحظة بلحظة، وتنتج أفلام علمية وفكرية وثقافية، وتدعم المنصة الإلكترونية وتكملها، وسيتم ترقيتها لتكون لها حسابًا على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وتهدف إلى أن يكون لدينا أول قناة عربية متخصصة بشكل كبير في دعم الثقافة، والتي بدورها تقدم معلومة مجانية يمكن أن تستثمر جهد الآخر، وتقدم له ما يدعم مشروعه في البحث والإنتاج، وهناك مجموعة شباب في مصر ينتجون أفلام عظيمة الفائدة ويقدمونها لنا، ونحاول جاهدين أن ندعمهم من خلال انتاج هذا المشروع.
- كيف سنتخطى عقبة جفاف المادة الثقافية المقدمة للشباب؟
أصبح في الوقت الحالي وسائل التواصل الاجتماعي هي الطريقة الأسرع في الوصول إلى شباب الوطن العربي، نظرًا لأنها أصبحت الأكثر هيمنة والأسرع انتشارًا والأكثر انتصارًا، ونظرًا لذلك أطلقنا تجربتنا من خلال الصحيفة الإلكترونية على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وحققنا حضورًا قويًا وانتشارًا كبيرًا خلال عام واحد، لذلك جاءت فكرة النصف داعم ونعول عليها الكثير، حيث إننا جهزناها بأحدث الأجهزة والتقنيات وتعاملنا معها وكأنها قناة تلفزيونية رسمية.
- وماذا عن المشاركات الشبابية هذا العام ؟ ولماذا تم اختيار الشباب كهدف أساسي من الملتقى؟
نحن ضد أي خنق لانبثاق الشباب وسطوعه وتحرره، فالشباب العربي يتميزون بدرجة عالية من الإبداع، وهذا مالم نجده في أي مجتمع آخر، وإن كان هناك شباب مبدعين يعملون ويجتهدون لم نجد هذا بقدر غزارة المجتمع العربي وعمقه، فهو دائمًا يسعى إلى تحقيق الإنجازات دون السعي وراء إلفات النظر له وسط ماراثون التسابق الشائع بالفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، فكيف السبيل في أن يجد مكان له على ساحة التنافس مالم يُسلط عليه الضوء أو يحظى بحفاوة أو يتم منحه إحدى الجوائز، فالجائزة لا تصنع النجوم، ولكنها تزيح عنهم ما يمنع ظهورهم وشهرتهم.
وأضاف: أن الجائزة تلقى اهتمامًا إعلاميًا كبيرًا تجعل الأنظار تلتفت للفائز بها، فنحن لسنا مؤسسة استهلاكية أو ربحية، فليس هناك ما نسعى لتحقيقه سوى خدمة الثقافة العربية ودعم المشروع الثقافي للشباب بشكل خاص، لأن الشباب دائمًا بحاجة إلى المساعدة في الوصول إلى مبغاه وما يحلم به وما يفكر بتحقيقه.
وفيما يخص النشر فنحن نقوم بنشر أعمال القائمة الطويلة بأكملها والتي يصل مجمل عددها إلى 74 كتابًا، منهم 14 في مجال الرواية يتم نشرهم في دار راشد للنشر والتوزيع، فضلاً عن هذا فنحن ننظر للقيمة المادية للجائزة كدعم وتشجيع له، كما أننا حرصنا على تواجد القائمة القصيرة بأكملها لحضور الملتقى، فهم أساتذة كبار من رموز الثقافة العربية، فنحن حرصنا على تواجد الجميع حتى نحتضنهم جميعهم وحتى يثقون أن هناك هيئة عربية ثقافية تدعم الثقافة العربية بلا مقابل، ونتعامل بمنتهى الحيادية، ولم أشارك في أي اجتماعات لجنة التحكيم، وحرصنا على ألا يلتقي عضو تحكيم بآخر، فنحن لدينا طريقة تعامدية جدية وهرمية في الوصول إلى النتيجة بسرية تامة، ولكنني أراقب العملية وتدوين ما يقولون وما يتفقون ويختلفون فيه كجزء لرصد داخلي.
- ما أكثر الفروع التي أثارت إعجابك من المشاركات الشبابية التي لم تكن متوقعة؟
كانت أكبر مفاجأة بالنسبة لي هي أن معدل أعمار الفائزين في مجال الرواية لا يتجاوز الـ30، فمن وجهة نظري أن العمل الروائي هو أصعب أنواع الكتابات فهو يحتاج لإشكالية كبيرة من السيطرة على وحدة الزمن.