رغم الحادث.. رواد محطة مصر يتوافدون على القطارات: "مش خايفيين"
حادث القطار
بعد ساعات قليلة من حادث حريق "رصيف 6" بمحطة سكة حديد مصر، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والمصابين، حرص عدد من المواطنين على التوافد على المحطة، لاستقلال القطارات المتجه إلى محافظاتهم.
ورغم معرفتهما بالحادث، إلا أن الطالبتين بكلية الأزهر ميار أحمد وميادة أحمد، حرصا على أن يستقلا القطار المتجه إلى المنصورة، حيث تقول إحدى الشقيقتين: "عرفنا الصبح من التليفزيون وأهلنا كلمونا، بس خلاص كنا حاجزين".
وتضيف "ميادة" أنها وشقيقتها لا يخشى تكرار الحادث أو ركوب القطار عقب علمهم بالحادث صباحا: "هنخاف من إيه بنركبه على طول والحمدلله مشوفناش حوادث فيه قبل كده خالص".
تعد تلك هي المرة الثانية في عمرها التي تستقل فيها منى واصف القطار، حيث أنها مقيمة بالقاهرة ولكنها تحرص دائما على زيارة عائلتها بأسيوط، ولكن تستقل السيارة في الأغلب، ومع سماعها بالحادث ومهاتفة ذويها لإخبارها بعدم السفر تحسبا لحدوث أي مكروة، إلا انها لم تأبه بذلك، قائلة: "ولا أي حاجة عادي مش خايفيين وواثقين في أن الدولة هتاخد بالها ومش هتخلي الحادثة تتكرر".
وبين الكثير من الركاب الذين توافدوا على أرصفة المحطة في انتظار وصول قطاراتهم، ما زال الجميع يتساءلون عن الحادث الذي هز المحطة صباحا، حيث إن البعض روّج لفكرة هروب السائق، فيما قال أمين أحمد "كدا كدا مش فارقة معانا المهم نوصل محطتنا"، مبديا عدم اهتمامه بحال السائق قدر حزنه على الوفيات والمصابين، إلا أن ذلك لم يمنعه من التوجة للمحطة وركوب قطاره المتجه إلى أسوان.
وتدخل "فاروق" في الحديث، قائلا إنه يشعر بأن الحزن والقلق يخيمان على المحطة، رغم انتظام حركة القطارات بها، مضيفا أنه فكر كثيرا في عدم ركوب القطار اليوم والتراجع عن سفره.
نشب حريق هائل داخل محطة مصر، إثر اصطدام أحد جرارات القطارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجه عن القضبان، ما أدى إلى انفجار "تنك البنزين"، وأسفر عن اشتعال النيران في الجرار والعربة الأولى والثانية بالقطار.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بمحاسبة المتسببين بحادث محطة مصر ورعاية المصابين، متوجهًا بخالص التعازي لأسر الضحايا والمصابين، فيما خصصت وزارة التضامن الاجتماعي 80 ألف جنيه لأسر الضحايا وحالات العجز الكلي، و25 ألف جنيه للمصابين، مكلفة مديرية القاهرة ولجان الإغاثة المركزية بالوزارة؛ بالانتهاء من إجراء الأبحاث الاجتماعية للمصابين وأسر ضحايا الحادث.
وأعلنت وزارة الصحة، عن وفاة 20 مواطنًا وإصابة 40 آخرين في حريق محطة مصر، ونُقل المصابون إلى مستشفيي دار الشفاء، ومعهد ناصر كونهما "مستشفيات إخلاء"، إضافة إلى مستشفيات "الهلال، وشبرا، السكة الحديد" كمستشفيات إخلاء، موضحة أنَّ حالات المصابين تراوحت ما بين بسيطة إلى متوسطة، إضافة إلى بعض الحالات الدقيقة أغلبها كسور وحروق.
وانتظمت حركة القطارات بمحطة مصر ما عدا رصيف رقم 6، بعدما نجحت قوات الحماية المدينة في إخماد الحريق، وتوجه فريق التدخل خلال الطوارئ بالهلال الأحمر المصري إلى موقع الحادث، لتقديم الإسعافات والدعم النفسي للمصابين وأسر الضحايا.