رحلة البحث عن «عماد» ضحية محطة مصر تنتهي في المشرحة: «اضحك كلنا هنموت»
عماد شهيد قطار محطة مصر
"أضحك أصلها كلها كام يوم ونموت" و"لا تحزن بسبب الناس فالكل سيموت" و"إذا كانت في الطريق إلى الله فأركض وأن صعب عليك فهرول وأن تعبت فامش فان لم تستطع فسر حبوا وإياك والرجوع"، جمل شاركها عماد الدين صفوت ابن حي البولاقي بالخانكة التابعة لمحافظة القليوبية، على صفحته بموقع "فيس بوك"، قبل أن يغادر الدنيا في حادث قطار محطة مصر.
خلال الثلاثة أعوام الماضية، كان يتنبأ "عماد" أنه يسير في طريق النهاية وسيموت قريبا، وصدق إحساسه بعدما لقى ربه شهيدا، وتنتهي رحلة البحث عنه بمشرحة زينهم، حيث تبين أنه أحد ضحايا حادث محطة مصر.
"عماد" كان يبلغ من العمر 36 عاما، لديه من الأولاد 4، هم جنات 9 سنوات وأحمد 6 سنوات وولدين توأم، وفي رحلته الأخيرة كان يستقل القطار عائدا من عمله بمحافظة الأقصر في مجال التسويق بإحدى شركات الدهانات، حيث كان من المقرر أن يعود أمس "الخميس"، ولكنه أنهى عمله مبكرا.
"عماد" اعتاد على ترك سيارته في جراج رمسيس مدة سفره، ليعود ويأخذها للسفر إلى مدينة الخانكة في إجازته، ولكن هذه المرة بقيت السيارة، بينما أهل وأصدقاء عماد ظلوا يبحثون عنه منذ وقوع الحادث بعد أن أخبر زوجته أنه سيكون في القاهرة في موعد الحادث المشئوم، إلا أن القدر لم يمهله، وعثر عليه شقيقه في المشرحة بعدما أجرى تحليل "DNA" وجاءت نتيجته إيجابية.
"صديق" عماد المقرب في العمل قال خلال رحلة البحث عنه، إنه تلقى اتصالا منه الساعة التاسعة و5 دقائق للاطمئنان عليه بعد نزوله من القطار في سوهاج مسقط رأسه، ليكمل رحلته إلى القاهرة، وبعد أن سمع الصديق عن الحادث اتصل بعماد ليطمئن عليه، ولكن لم يرد، ولم يكن يتصور أنها كانت المكالمة الأخيرة.
تقول إسراء رأفت ابنة عم "عماد"، إنه كان "ملاك يمشي على الأرض يساعد الجميع، ويتمتع بخلق عال ويحظى بحب جميع أفراد الأسرة". وأشارت إلى أن الأسرة عاشت لحظات وساعات صعبة عقب الحادث أثناء رحلة البحث عنه، حيث كانوا يتوقعون أنه من المفقودين أو المصابين، ولكن جميع آمالهم تبددت بعدما سمعوا خبر وفاته.
من ناحية أخرى، شارك المئات من أهالي مدينة الخانكة في تشييع جنازة الفقيد عقب صلاة الجمعة من مسجد السلطان الأشرف بالمدينة، مطالبين بحكم رادع على من تسببوا في الحادث.