رئيس «التنسيق الحضارى»: يجب اعتبار الملف مشروعاً قومياً.. وتعدد الاختصاصات مشكلة
الاستشارى محمد أبوسعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضارى
أكد الاستشارى محمد أبوسعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضارى، أن مشروع تطوير الحدائق التراثية سيعيد إليها البهاء الذى افتقدته، وقال فى حوار لـ«الوطن»، إن حديقة الأزبكية ستعود إلى سابق عهدها، منارة ثقافية داخلها المسارح وباعة الكتب، مع تخصيص جزء للتريض وآخر للفنانين، مشيراً إلى أن عمليات التطوير ستبدأ عقب انتهاء الخط الثالث للمترو، وناشد الحكومة اعتبار هذا الملف مشروعاً قومياً، وتوحيد الجهة المشرفة عليه، مؤكداً أن تعدد الاختصاصات مشكلة أساسية، تعوق إتمام المشروع.
من المشروعات المختلفة التى طرحها الجهاز مشروع تطوير الحدائق التراثية، ما تفاصيل هذا المشروع؟
- نمتلك ثروة من الحدائق التراثية، ومنها بعض الحدائق الرائدة على مستوى العالم، مثل حدائق الحيوان والأسماك، والأزبكية، والأخيرة فقدنا جزءاً كبيراً من مساحتها، لذلك حان الوقت لتوثيق هذه الحدائق حتى يكون لدينا أرشيف لها تمهيداً لتطويرها وكيفية الاستفادة منها، لذلك قمنا بعمل مشروع تطوير وتوثيق الحدائق التراثية وشكلنا لجنة تضم كبار أساتذة التراث والحدائق وتنسيق المواقع والإعلاميين والمثقفين، بهدف إعداد قاعدة بيانات خاصة بالحدائق التراثية والمحددات والاشتراطات لأى تطوير يطرأ على تلك الحدائق، ونتيجة عملها تم تسجيل حديقتى الأورمان والحيوان بالكامل ضمن الحدائق التراثية لطبيعتهما المعمارية المتميزة، أما تطوير حديقة الأزبكية فهو المشروع الذى يبدأ مباشرة بعد الانتهاء من أعمال الخط الثالث بمترو الأنفاق لتعود الحديقة إلى دورها الثقافى.
وماذا عن مشروع تطوير حدائق القناطر؟
- للأسف هذه المنطقة كانت تعانى من الإهمال، لذا وضعنا مشروع تطوير يضم ساحات للمشاة وإعادة الأبراج الخاصة بأبواب القناطر وتوفير مرسى للمراكب والأوتوبيسات، وسيضم المشروع مقاهى ومطاعم بالشكل الكافى.
«أبوسعدة»: جزء للتريض وآخر للفنانين داخل «الأزبكية».. والحفاظ على تجار الكتب.. وبدء التطوير عقب انتهاء الخط الثالث للمترو
كيف وصلت «القناطر» إلى هذه المرحلة السيئة؟
- نتيجة التعديات وإهمال الساحات ومحاولة تغيير الشكل المحيط بها، لذلك نحن نعمل على إعادة القناطر إلى شكل يكون له مردود اقتصادى جيد وليس مجرد ترميم فقط، حيث تُعتبر حديقة القناطر من أكبر الحدائق الموجودة، لأن مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة حديقة الأزهر، ويوجد بها أكثر من 50 فدان زراعة، وهناك توثيق كامل لحديقة الأورمان من مبان وأنواع الشجر والنباتات الموجودة، ويتناول التوثيق شكل الحديقة وجميع التفاصيل التى يمكن استعادتها مرة أخرى.
هل سيجتمع مثلث المسرح (القومى، الطليعة، الطفل) داخل حديقة الأزبكية حسب خطة التطوير؟ وهل ستتم إزالة المبانى المحيطة بها؟
- حديقة الأزبكية ذات أهمية كبيرة، حيث تضم ناديى السلاح والشيش، وهما من أقدم الأندية وذات قيمة كبيرة، كما تحوى نافورة أثرية وكشك موسيقى، وأتوقع أن تكون نموذجاً لعودة الحدائق التراثية، وستجتمع المسارح داخل الحديقة ليتمكن الزوار من المرور بالمسارح عند دخول الحديقة، حيث إننا سنقوم بإعادة تنظيم المبانى الموجودة بالمنطقة حتى تخدم المشروع.
ما المشكلات التى تعوق المشروع؟
- المشكلة تكمن فى تعدد الاختصاصات، وهناك جزء تابع لوزارة الزراعة وآخر للرى وغيرهما للمحافظة ورابع للآثار، وهناك ضرورة لتوحيد الجهة المشرفة على تلك الحدائق ووجود إدارة خاصة بالحدائق التراثية لتسهيل العمل بها، وهو ما كان متبعاً حين أنشئت الحدائق فى عهد الخديو إسماعيل حين كان يخصص لكل حديقة إدارة، ليس ذلك فقط بل كان هناك ما يسمى «المعشبة» التى تسافر لجان خاصة من أجل جلب السلالات النادرة والبذور، وكان يخصص فنانون يقومون برسم شكل كل شجرة من تلك السلالات، أما المشكلة الثانية فهى التعديات.
مشروع بهذا الحجم سيحتاج بدون شك إلى توفير تمويل ضخم، والتنسيق الحضارى جهة استشارية فما مصادر التمويل؟
- من أكبر المشكلات التى واجهتنا بمنطقة وسط البلد أنه لم يوجد لها ميزانية، فما يتم من تطويرات وترميمات وإزالات يعتمد بشكل كبير على تبرعات البنوك وشركات إدارة العقارات، فما تم تنفيذه من ترميم وتطوير يتحدد فى نسبة 30%، فنحن نحتاج لمشاركة مجتمعية للحفاظ على ما يتم تنفيذه من اشتراطات وقرارات، كما يجب الالتزام بالقواعد، وهناك صندوق خاص بإدارة مشروعات المناطق التراثية، ويشمل المشروع القومى إحياء الحدائق المصرية أيضاً، وأطالب باعتبار هذا المشروع قومياً، وأناشد الرئيس أن يتبناه وتسخر له كافة إمكانيات الدولة المصرية، فنحن بمفردنا لا نستطيع إنجاز المهمة، فعند التحدث عن أسواق مفتوحة أو أسواق اليوم الواحد فإنها تشمل العديد من الأطراف التى تختص بالتمويل وإيجار المحليات وإدارة السوق نفسها، وحين نتحدث عن الشكل المعمارى نحتاج وزارة الإسكان، وحين نتحدث عن المنظور العام نحتاج لدعم جهات عدة، ولن ننجح إلا بالتوحد تحت مشروع قومى واحد، ولدىّ مقترح أن تتولى جهات خاصة تمويل وإدارة الحديقة بنظام حق الانتفاع وفقاً لضوابط نضعها بهدف المحافظة على الحديقة، وهو نفس النظام الذى تعمل به حديقة الأزهر.