ارتفاع سعر خيوط الحرير يخنق صناعة "السجاد اليدوي" بالقليوبية
السجاد اليدوي بقرية طحلة
هنا في القليوبية تعاني حرفة صناعة السجاد من الكساد والانهيار، ما يهددها بالاندثار، لينضم العاملون بها لطابور العاطلين بسبب المشكلات التي تحاصر هذه الصناعة منذ سنوات وأبرزها التسويق وقلة العائد المادي وحالة الركود التي أصابت الأسواق والارتفاع الكبير لسعر الصرف بجانب عدم اهتمام الدولة بهم ومصنوعاتهم، ما أدى إلى زحف التكنولوجيا الحديثة عليهم ووفرت بدائل لمنتجاتهم أقل في الأسعار.
تشتهر قرية طحلة مركز بنها بصناعة السجاد اليدوي، هذه الحرفة التي كانت في السابق ملء السمع والبصر، بل نالت شهرة عالمية، وبدلا من تنميتها تحولت بفعل الإهمال واللامبالاة إلى مجرد ذكرى من زمن فات، في وقت فشلت فيه الدولة والحكومة في إحياء هذه الصناعات الفريدة أو إنقاذ العاملين فيها من الانضمام لطوابير العاطلين صناعة السجاد اليدوي في طحلة تحاصرها المشكلات ومنها نقص الحرير المستورد من الخارج وارتفاع أسعار الدولار ناهيك عن مشكلات التسويق بجانب الطامة الكبرى وهي إهمال الدولة إقامة معارض للسجاد اليدوى تشجيعا للصناعات الحرفية.
يقول أحمد السيد صاحب ورشة تصنيع سجاد يدوي بالقرية، إن صناعة السجاد اليدوي من الصناعات العتيقة بالقرية والتي توارثها الأجيال أبا عن جدا ووصلت شهرتها وسمعتها للعالمية وكان لسجاد طحلة بصمة عالمية ودولية وكان يتم تصديره لكل دول العالم ولكن وسط الإهمال والتجاهل لهذه الصناعة حاصرتها المشكلات وأهمها مشكلة ارتفاع سعر خام الحرير المستورد وارتفاع أسعار الدولار وأزمات التسويق بجانب إهمال الدولة إقامة معارض دولية لتسويق السجاد اليدوي، حيث توقفت مئات الأنوال التي كانت تملأ بيوت الققرية وكانت مصدر دخل للصغير قبل الكبير إلا أن ارتفاع أسعار الخامات أثر بالتالي على أسعار المنتج ليصل المتر إلى 4 آلاف جنيه، ما أدى إلى حالة من الركود والكساد في ظل غياب الدولة عن دعم الصناعة وحل أزماتها.
وأشار السيد إلى أن خام الحرير كان سعره لا يتجاوز 150 جنيها ويتم توفيره عن طريق الأسر المنتجة ومركز البحوث الزراعية ولكن ارتفع سعر الكيلو ليصل ألف جنيه، ما حمل الصناع أعباء إضافية بنسبة 300% ففضل البعض الكثير لإغلاق الورش والأنوال توفيرا للعمالة اقترح السيد علي الدولة العمل على تشجيع تربية دودة القز كما كان يحدث في السابق واستغلال ثروة مصر من أشجار التوت في هذا المجال، ما سيساعد على توفير الخام الطبيعي محليا بدلا من المستورد غالي الثمن، مطالبا الدولة والحكومة والمهتمين بصناعة السجاد توفير مشروع قومي لإقامة معارض خارجية للسجاد المصري، ما سيتيح العملة الصعبة نظرا لسمعته العالمية والإقبال عليه.
من جانبه، قال الدكتور علاء مرزوق محافظ القليوبية إن المحافظة تولي مشروع القرية المنتجة اهتماما كبيرا نظرا لما يحققة من توفير السلع المهمة بجانب توفير فرص العمل للشباب حديثي التخرج من الجنسيين، مشيرا إلى أنه تم تجهيز 3838 شابا وفتاة للتدريب على المشروعات المهمة، وجارٍ دراسة إقرار مشروع لاستغلال القرى المنتجة والارتقاء بها حيث توجد بالمحافظة عدد من القرى تشتهر بالصناعات المختلفة منها طنان بقليوب وتشتهر بالأثاث وطحلة التي تشتهر بالسجاد وميت كنانة التي تشتهر بصناعة التمر حنة وامياي التي تشتهر بصناعة الأقفاص لاستغلال منتجات العاملين بها ورفع الأزمات عن كاهلهم.